اشار المطران جوزف معوض خلال الصلاة الجنائزية للشهيد في الجيش اللبناني العريف بول طوني الجردي، الى ان "بول في مقتبل العمر ويغيب عنا في هذا العمر نتيجة الاستشهاد، نتيجة المهام التي كان يؤدّيها كعسكري في الجيش اللبناني وهذا الاستشهاد له وجه افتخار وله وجه صليب".
واعتبر معوض انه "افتخار لأنّ الشهيد بول قدّم ذاته من أجل الوطن في قلب مجتمعنا ومن أجل أن يتصدى للاعتداءات الاجتماعية، ومن أجل أن يتصدى لمداهمة تجار المخدِّرات وللتعدي على الأرواح والأملاك، وهذا ما يسيء الى الانسان والانسانية ولا يتلاءم مع كرامة البشر، ونراه قدّم ذاته شهيدا من اجل أن نستطيع جميعا ان نعيش في بلدٍ يسود فيه الامن والاستقرار.، لذلك نتوجه بتحية إكبار وإجلال للجيش اللبناني ولكل القوى الأمنية على كل تضحياتها، ونعزّي الجيش ونتبادل التعازي لسقوط الشهيد بول والشهيدين جورج أبو شعيا وحسن شريف ونجدّدُ ثقتنا بالجيش اللبناني من أجل الدفاع عن هذا الوطن ومن أجل حفظ أمنه".
ولفت معوض الى ان "الشهيد بول هو الذي كان قد انخرط في صفوف الجيش اللبناني منذ خمس سنوات وأصبح أمين سر في جهاز مخابرات أبلح وكان قد تابع دورة في الإسعاف/ إن دماءه تستصرخ المسؤولين في بلادنا من أجل ان يعملوا على نهوض هذا البلد من ازماته السياسية والاقتصادية ومن اجل ان يبسطوا سلطة الدولة وما دونها على كل الأراضي اللبنانية وبذلك يسهمون في بسط الامن والاستقرار والحد من إراقة الدماء، ودماؤه تستحق القضاء من اجل إنزال الاحكام العادلة على كل الذين يحاولون تسبيب الشر والغدر في قلب مجتمعنا".
وتابع :"نعم هذا الاستشهاد هو موضوع افتخار لأنه قدّم ذاته من أجل الوطن، وكلنا مدينون اليوم للشهيد بول وللشهداء أمثاله.وهذا الاستشهاد هو أيضا صليب، إنه صليب يُلقى بنوع خاص على عائلته على الوالد و الوالدة و الشقيقين وعلى كل الانسباء، لأنهم يفقدون باستشهاده شخصا عزيزا جداً على قلوبهم وانتم يا أهله، ويا عائلته، مدعوون أن تحملوا هذا الصليب بروح مسيحية أي بصبر و بالاستسلام الى الله وهذا هو امتحان لإيمانكم، والمحن هي محط الايمان هنا يبرز إيمانكم، أنتم مدعوون اليوم لتجددوا إيمانكم بالله، ولتجددوا رجاءكم بالله".
وراى معوض ان "القيامة هي عبور الى حياة جديدة حيث لا ألم ولا خطيئة ولا موت بل أمان دائم وفرح دائم وسلام دائم ومجد أبدي وهذا ما نترجاه اليوم للشهيد بول. ونترجاه يوماً ما لأنفسنا عندما نختم مسيرتنا على هذه الأرض وما يعزيكم أيضاً هو ما تميز به الشهيد بول، في حياته فقد كان شاباً مؤمنا ذكياً عصامياً مجتهداً مهذبا وكل ذلك نتيجة لتربية الاهل الذين ربوا على الايمان والأخلاق الحميدة. اليوم يا أهله موقفكم هو كموقف أيوب البار ، أيوب خسر كل أولاده وقال الرب أعطى والرب أخذ، فليكن إسم الرب مباركاً، أنتم اليوم مدعوون أن تصبروا، وأن ترددوا كأيوب البار الرب أعطى والرب أخذ، فليكن إسم الرب مباركاً. نعم الرب أخذ ولكن لدينا رجاء أننا عندما تنتهي مسيرة حياتنا سوف نلتقي كلنا في السماء في عيدٍ أبدي. وقد نتساءل أحياناً لماذا غاب عنا الشهيد بول وهو في عمر الشباب في وقت مبكر وهو في عمر 23 سنة لماذا لا يستطيع المنطق البشري أن يعطي جوابا وافياً ولكن بحسب الكتاب المقدس نحن نؤمن أن الحياة لا تقاس لا بكبرها ولا بصغرها، انما الحياة تقاس بمدى أمانتها لله. اذا كان الإنسان أميناً فهو مستعد دائما ليدخل الملكوت السماوي أكانت حياته قصيرة أم كانت حياته طويلة".