أشار رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، خلال لقائه سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، الى أنه "يسعدني استقبال غريو اليوم في هذا الصرح التاريخي العريق الذي لعب منذ مئات السنين دورا ليس دينيا فحسب، بل وطنيا جامعا واجتماعيا شاملا أيضا. وكان لهذه الدار بشخص سلفي المرحوم المطران كيرلس مغبب -فيما بعد بطريرك- دور تاريخي مع الاخوة الفرنسيين في ولادة لبنان الكبير".

ورأى ابراهيم، أن "الارتباط الوثيق بين فرنسا ولبنان يمتد من الماضي الى الحاضر وإلى المستقبل. لذلك أرى من واجبي أن أنقل اليكم هموم اللبنانيين وقلقهم على مستقبل هذا الارتباط، ولو كان هذا القلق مصحوبا بقناعة راسخة أن دور فرنسا في لبنان ليس كدور باقي الدول وهم يعولون كثيرا على هذا الدور في انتشال وطننا من عمق الحوت الذي يبتلعه".

ولفت الى أنه "مع بداية زمن الصوم المبارك نتأمل مدة أربعين يوما في معنى الألم والصليب ويبقى الهدف واحدا ألا وهو الوصول إلى القيامة المجيدة. وأنا أسمح لنفسي أن أصرخ بحناجر شعبي، شعبي الذي أتيت من كندا عكس السير لأكون معه، أصرخ بحناجرهم أمامكم من عمق الجرح الذي يصيبنا: نحن في خطر، وجودنا في خطر، مؤسساتنا في خطر، مستشفانا الذي قضينا مدة 117 سنة في بنائه وتطويره يكاد تنهار، مستقبلنا في خطر، كل شيء ينهار إلا إيماننا بالله وبالإنسان وبفرنسا الأبدية".

من جهتها، ذكرت غريو "أنني أشكر المسؤولية التي حملتموني اياها وسأنقلها مباشرة الى الرئيس ماكرون. اريدكم ان تعلموا ان فرنسا مصممة، وهذا قرار شخصي للرئيس ماكرون، الا نترك لبنان يدمر. لن نترك وسيلة لمساعدة هذا البلد وابنائه. نحن لدينا رؤية مطابقة لرؤيتكم، رؤية استراتيجية بالحفاظ على فرادة لبنان واستقراره، وطن يعيش بأمن وسلام".

وأضافت "للأسف لبنان اليوم على منحدر سيىء لكن الأمل معقود على اللبنانيين بتوحيد جهودهم للمساهمة في قيامة وطنهم. بإمكانكم الإعتماد على فرنسا، لكننا لا نستطيع العمل بمفردنا بل بالتواصل مع الدول الصديقة والشريكة، وانا مقتنعة بأن الوضع صعب والتحديات كثيرة لكن هناك هامش للتغيير في هذا البلد علينا دعمه وهذا ليس بالأمر السهل. اريدكم ان تتأكدوا ان فرنسا الى جانبكم".