ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، فالانسان بحاجة إلى الخبز المادي وإلى الخبز السماوي اي نعمة الله، فالصوم ليس مادياً بل هو ممارسة روحية ومادية معاً، الصوم هو خبرة المحبة والعطاء، والانقطاع المادي عن الاكل من الساعة الثانية عشر ليلاً إلى الساعة الثانية عشر ظهراً، ولكن شرب المياه لا يقطع ولا يوقف الصوم، اما الانقطاع عن الدخان فهو امانة مقبولة وعمل تقوي له اجر عند الله ولكنّه ليس صياما حقيقيا كما توصيه الكنيسة من نصف الليل حتى الصباح، اما المرضى والذين عليهم اخذ الادوية فما عليهم ايضا واجب الصيام.

وعلينا في الصوم ان نتقاسم خيرات الدنيا بمساعدة الاخوة، يتضمن العطاء والرحمة والصدقة، خيرات الدنيا ليست ملكا لنا وحدنا، فقد قال القديس باسيليوس: "لا يحق لك ان تستعمل مالك وتتمتع به وحدك، فان كان لك ثوبان ولم تعطِ الاخر ثوباً فأنت سارق، وان كان لك رغيفان ولم تعط الاخر رغيفاً فانت سارق. الصوم هو المحبة والبعد عن الكره والحسد والمسامحة والتوبة إلى الآخر".

الجائع هو شخص يسوع، وقد قال لقد كنت جائعاً فأطعمتموني وعطشانا فأسقيتموني، وعرياناً فكسيتموني (متّى 25: 34-35)"، فكل ما نفعله مع بعضنا البعض فإننا نفعله مع يسوع الّذي تماهى وصار انساناً مثلنا لنصير نحن بنعمة منه آلهة.

الصوم مسيرة توبة خلاصية نحو القيامة، وهو تشبه يسوع المسيح، فكلما صام اليوم نحن نفعل مثله، ونقتضي به وبحياته، ونسمع ونعمل بأقواله وتعاليمه.

الشعوب بأكثرها نصوم ايضا، فلسنا وحدنا فقط من يفعل ذلك، وقد أمرنا البابا ان نشارك المسلمين يوما في صيامهم، فلنصم بالقلب والروح ونطهر نفوسنا بتوبتنا وأعمالنا الصالحة من صدقة ورحمة في هذا الصوم المبارك.