لفت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في مداخلة له في بداية جلسة مجلس الوزراء في السّراي الحكومي، إلى أنّ "وجودنا اليوم في هذه الجلسة هو لتسيير الشّؤون الملحّة للمواطنين والإبقاء على سير المرافق العامّة، وللتّأكيد أنّنا معنيّون بكلّ لبناني، بكرامة عيشه وأمنه واستقراره، ولن نترك فرصةً للتّعاون مع جميع المعنيّين لإنقاذ الوضع الاقتصادي والحرص على الودائع المصرفية والاستقرار والتّوازن المالي".

وأشار إلى أنّ "في موضوع القضاء، سبق وأكّدنا في بياننا الوزاري احترامنا للقضاء وعدم التّدخّل في أيّ أمر يتعلّق يشؤونه، ولكن هناك أمور تتعلّق بالمصلحة اللّبنانيّة العليا وبمسار القضاء، ما يؤثّر على سير العدالة"، موضحًا "أنّنا اتّخذنا إجراءً معيّنًا لا أحد يمكنه معالجة مضامينه إلّا القضاء نفسه، وعندما يقوم القضاء بتنقية نفسه من الشّوائب ومعالجة الشّطط، ينتفي لزوم القرار الّذي اتّخذناه، والّذي تشاورت بشأنه مسبقًا مع كلّ القضاة المعنيّين".

وشدّد ميقاتي على أنّ "في الظّروف الاستثنائيّة، هناك قرارات استثنائيّة يجب أن تُتّخذ، ولا يجب أن يفكّر أحد أنّنا نحمي شخصًا أو أفرادًا. هدفنا حماية القطاع المصرفي لكونه ركيزة أساسيّة من ركائز الاقتصاد، وبالتّالي نريد أن تتمّ تنقية هذا القطاع ومعالجة شؤونه، من خلال مشروع قانون إعادة هيكلة المصارف الّذي تقدّمنا به من مجلس النواب".

وأكّد أنّ "الأولويّة تبقى لانتخاب رئيس الجمهوريّة، لكون هذا الانتخاب هو المدخل لإعادة انتظام العمل العام، خاصّةً في هذه الظّروف الصّعبة، وإعطاء البلد فترة سماح لإعادة استنهاضه".

كما كشف "أنّني اجتمعت الأسبوع الماضي مع شركة "توتال"، الّتي أكّدت أنّ مسار عملها يسير كما هو مقرَّر ومجدول، وأنّهم في صدد البدء بكلّ الاختبارات اللّازمة للبدء بعمليّة الاستخراج".

وذكر ميقاتي أنّ "على جدول أعمالنا أيضًا بند يتعلّق بإعطاء الإدارة العامّة تعويضات بدل إنتاجيّة. وفي هذا الإطار، أتوجّه بكلمة إلى المتقاعدين وخاصّةً العسكريّين منهم، لأوكّد الحرص على إعطائهم حقوقهم، وفق الصّلاحيّة الممنوحة لنا من مجلس النواب، وبناءً على قرار مجلس الوزراء، وقد اجتمع وزير الماليّة مع المدير العام لتعاونيّة الموظّفين للبحث في تعزيز التّقديمات".

وأوضح أنّ "لبنان غني بتعدديّته وبتنوّعه، وبعد الحديث التّلفزيوني الّذي أجريته، صدر كلام من خارج سياق الحديث، علمًا أنّ الموضوع طُرح في إطار سؤال عادي"، معلنًا "أنّني من المؤمنين بأنّ غنى لبنان في تنوّعه، ولا يجوز أن يشعر أحدٌ وكأنّ هناك مخطّطًا لتحجيم دور أيّ مكوّن لبناني أو النّيل منه. عيشنا واحد وعاداتنا واحدة، واللّبنانيّون عائلات وجماعات تتكامل مع بعضها روحيًّا ووطنيًّا، خارج منطق العدد؛ ونفتخر بأنّ نوعيّة لبنان بتنوّعه".

إلى ذلك، بيّن أنّ "الأسبوع الفائت حصل حادث مؤسف جدًّا في الشّمال"، موجّهًا التّحية إلى "المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي وخاصّةً شعبة المعلومات، على الجهد الّذي قاموا به لكشف كلّ الملابسات بسرعة وحرفيّة". وتوجّه أيضًا بالتّحية إلى أهالي عكار "الّذين أظهروا وعيًا كاملًا ورفضًا للفتنة الّتي كان يمكن أن تحصل"، داعيًا الله أن "يرحم الشّيخ أحمد الرفاعي بوافر رحمته".

ونوّه بـ"العمليّة الّتي قام بها الجيش بالأمس لتحرير أحد المخطوفين، وبالعمليّة النّوعيّة الّتي قام بها الأسبوع الماضي، وسقط خلالها شهداء للجيش".

وتمنّى صومًا مبروكًا للمسيحيّين و"ليتقبل الله صلواتهم ودعاءهم، وأن نستلهم معًا قيم هذا الزّمن الرّوحي".