أكّد رئيس تجمّع مزارعي وفلّاحي البقاع ابراهيم ترشيشي، أنّ "تسعير المنتجات الزّراعيّة بالدولار هو "حلم" للمزارعين، ولكنّه صعب المنال، لأنّ تطبيقه يعني انهيار الاقتصاد اللبناني. فالمنتجات الزّراعيّة هي آخر ما يُسعَّر بالعملة المحليّة، ومع التّوقّف عن ذلك ستصبح الليرة اللبنانية خلف ظهرنا، ومع الوقت سينقرض استعمالها في السّوق".

وأوضح أنّ "رأسمال المزارع بالكامل من أسمدة، بذور، ضمان أرض، ومحروقات هو بالعملة الصّعبة، باستثناء أجرة اليد العاملة بالعملة المحلّيّة، الّتي لا تشكّل سوى 5% من كلفة الإنتاج. لذلك من دواعي السّرور أن يسعّر المزارع بالدولار، ولكنّ ذلك يعني وطنيًّا واقتصاديًّا القضاء على البلد، والمساهمة في ارتفاع الدّولار أكثر وأكثر".

ولفت ترشيشي إلى أنّ "في القطاع الزراعي، لا شيء يوحّد البيع بين المزارعين على الأراضي اللّبنانيّة كافّة. ليتّفقوا فيما بينهم على بيع المنتجات بالدولار، إضافةً إلى خوفهم من تذمّر المستهلكين وتخلّفهم عن الشّراء، وبالتّالي تكدُّس المنتجات وتلفها".

كما رأى أنّ "فكرة تسعير الخضار والفواكه بالدّولار لا تزال "ثقيلة على السّمع"، وغير مستحبَّة، لذلك حتّى الآن لا أحد من المزارعين لديه القدرة على السّير في هذا الموضوع، خلافًا للبضائع المستوردة من القطاع نفسه، الّتي يتغيّر سعرها بين وقت وآخر وفقًا لسعر صرف الدّولار".

وعن ضمان استمراريّة العمل الزّراعي، شدّد ترشيشي على أنّ "المزارع تُرك وحيدًا يبكي على أطلال أراضيه، فلا حامي له ولا لإنتاجه سوى الله. كُثرٌ توقّفوا عن الزّراعة نتيجة الخسائر الّتي تكبّدوها، وآخرون هربوا من الزراعات "الكبيرة" ولجأوا إلى الزّراعة غير المكلفة الّتي لا تحتاج إلى رأس مال كبير، كزراعة الشّعير والقمح والفول...".

وبيّن أنّ "اللّبنانيّين سيفتقدون زراعة وإنتاج البطاطا والبصل وغيرهما، كما أنّهم سيشتاقون إلى الفواكه والخضار الشهيّة و"المكلفة" في الأيّام المقبلة". واستبعد أي "طاقة نور للمزارع"، مركّزًا على أنّ "لا مخرج سوى بانتخاب رئيس للجمهوريّة ومجلس وزراء جديد، يضع استراتيجيّةً واضحةً وخطّة نهوض للخلاص، وإلّا فالوضع من سيّئ إلى أسوأ".