مرة جديدة تثبت إسرائيل أنها ما زالت تضع الجنوب اللبناني في دائرة التصويب والاستهداف، من خلال زرعها أجهزة تنصت خارج الخط الأزرق، وهو ما يعتبر خرقا للسيادة اللبنانية وللقرار 1701، ويمثل محاولة عدوانية لاختراق الأمن اللبناني، بعدما خسرت معظم عملائها على ايدي الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.

في المقابل، أثبت الجيش اللبناني أنه حامي الحمى، فهو، فضلاً عن مهامه في قتال الارهابيين التكفيريين ومهامه الأمنية المنوطة به في الداخل، يبقى العين الساهرة على الحدود الجنوبية، في مواجهة اسرائيل وحربها الاستخباراتية ضد لبنان.

في هذا السياق، سجّل إنجازاً جديداً، يضاف إلى انجازاته، حيث أحبط محاولة الجيش الإسرائيلي اقتطاع متر من الأراضي اللبنانيّة في تلّة الراهب في عيتا الشعب، ووضع أسلاك إسرائيليّة عليها، فتمكن من ردعه واجباره على التراجع، بعدما تمكن الرائد محمد فرحات من صدّ ضابط إسرائيلي ونزع وتد وضعه داخل عيتا.

كما أفشل الجيش، قبل ذلك، محاولة اسرائيليّة جديدة للتجسس على لبنان، من خلال اكتشافه جهازاً مزروعاً في علبة سوداء شرق مركبا، قرب مهبط للمروحيات بمحاذاة موقع للجيش شرق البلدة، والجهاز المتكشف عبارة عن منظومة بث وتصوير كانت مزروعة بين الصخور ومصوّبة نحو طريق عام مركبا بليدا ميس الجبل وحولا، لإتقاط التحركات وبثّها إلى غرفة عمليّات اسرائيليّة في مستعمرة مسكاف عام الحدوديّة، وعملت فرق فنية لبنانية على تفكيكه.

من جانبه، تمكن "حزب الله" من اكتشاف جهاز على شكل صخرة قرب موقع العبّاد الإسرائيلي داخل بلدة حولا، وعلى بعد 40 متراً من موقع لليونيفل، وضع في مكان يقف فيه الزائرون لمشاهدة المستوطنات بسبب ميزة المنطقة الجغرافية المرتفعة، والجهاز المكتشف يبعد 60 متراً عن السياج الشائك الحدودي، وهو موصول ببطارية ارسال واسلاك كهربائية لبث المعلومات للموقع المذكور.

هذا الانتهاك، سبقه قيام الجيش الإسرائيلي بدوريات خلف الجدار العازل المقابل لبلدتي كفركلا والعديسة وتفحص الكاميرات المثبتة على الأعمدة، في حين أن الوفد اللبناني إلى اللقاء الثلاثي في الناقورة يحضر ملفاً كاملا، للاحتجاج لدى "اليونيفل" على هذين الخرقين المتمثلين بوضع الجهاز ومحاولة اقتطاع أراضٍ في عيتا، وعلى خرق القرار 1701 من خلال قيام الجنود الإسرائيليين بزرع جهاز التجسس الاسرائيلي في منطقة حولا، فضلاً عن خروقات أخرى واحتلال القسم اللبناني من بلدة الغجر.

وكشف مصدر أمني لبناني، عبر "النشرة"، أن اللقاء الثلاثي سابقاً كان قد استعرض الخروقات الاسرائيلية وزرع منظومة كبيرة من الأجهزة بين الصخور، حيث قدم الجيش اللبناني مسحاً شاملاً، ما بين عامي 2008 و2015، معتبراً أن هذه الأجهزة التجسسية تخرق القرار 1701 وتنتهك السيادة اللبنانية، فيما اعترف الجانب الاسرائيلي بزرعه هذه الأجهزة لأسباب مخابراتيّة، وهو سيواصلها في تحدّ سافر ووقح للقرارات والأعراف الدولية، ولـ"اليونيفل" الشاهد الدولي في الجنوب.

وكشفت مصادر أمنيّة جنوبية، عبر "النشرة"، أن أجهزة الارسال وأعمدة التنصت الاسرائيلية المنتشرة الموجّهة نحو الحدود الجنوبيّة فاقت حتى اليوم الـ150، ما بين كبير ومتوسط وصغير الحجم، حتى أنّ العديد منها موضوع قرب الاشجار التي تحيط بالمستعمرات الاسرائيلية، لا سيما في مسكافعام والمطلّة وأفيفيم المقابلة لبلدتي مارون الراس ويارون وعيترون على الحدود.

وأكدت أن هناك منظومة تجسّس قائمة بحدّ ذاتها في موقع تلّ رياق الاسرائيلي في مستعمرة المطلّة للجهة الجنوبيّة منها، كما هناك عامود تجسس بعلو 15 متراً، في اعلاه كاميرات مراقبة، وعلى التلال المشرفة على نهر ومنتزهات الوزاني، اضافة الى عامودٍ مماثلٍ في موقع العباد الاسرائيلي، المشرف على بلدات حولا ومركبا وميس الجبل.

وذكرت المصادر أنها ليست المرة الأولى التي يزرع فيها الجيش الإسرائيلي جهازاً في حولا، بل سبقه زرع لأجهزة تجسّس في مركبا وكفرشوبا ومرجعيون وعلى طول السياج الشائك، لافتة إلى أنّ هذه الأجهزة الاسرائيلية تمارس التشويش خلال عملها الذي يؤثّر على شبكة الهاتف الخلويّة وعلى مكالمات المشتركين، خصوصاً القاطنين في مرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل وصولاً إلى النبطية وصيدا، فضلاً عن تأثيره على محطات البث الرقمي والانترنت وأجهزة التلفزة.

وأشارت إلى أنّ الجيش الإسرائيلي رفع من وتيرة تجسّسه ضد لبنان، بهدف الوصول إلى أيّ معلومة عن شبكة الاتصالات الخاصة بـ"حزب الله"، وهو وضع المزيد من أعمدة التجسس والتنصت في تلال كفرشوبا وداخل مزارع شبعا، وفي القسم الشمالي اللبناني لبلدة الغجر، وفي محيط جامع العباسية المحتلّة وصولاً إلى تلال الجولان السوري المحتل.