أشار بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إلى "أننا نقدر في شخصك السعي الدائم للحل، وتجاوز العقبات التي تعترض عملك في هذا الظرف الصعب الذي يمر به الوطن".

واعتبر زيارة ميقاتي إلى المقر البطريركي في الربوة، "تعطي املا وحماسة، والتواصل والحوار هو اساس انقاذ لبنان"، لافتًا إلى أنّ "انتشار الكنيسة الرومية الكاثوليكية في المشرق عموما، ولدينا الرجاء للبقاء في هذه الارض على اعتبار ان من نعيش معه ونتنفس الهواء نفسه هو الاقرب إلينا. البعض أرغم على الهجرة ولكن رجاءنا كبير بأننا سنبقى. كنيستنا منفتحة دائمًا ونريد أن نبقى معًا ونرفض التعصب والتقوقع. كما أن العيش المشترك يحتاج الى تضحية متبادلة".

بدوره، ذكر وزير الرياضة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلّاس، في كلام وجهه لميقاتي خلال اللقاء، أنّه "حسبكَم أنك وزّانٌ للقيم، حافظٌ للكرامات، ضابطٌ للحقوق على مواقيت الوطن. ناموسكم الوطني، ركائزه خلقيات ثلاث شكلت بيانًا ثابتًا في بيانكم الحكومي وخطابكم الوطني: أن لبنان بلدٌ نوعي ونوعيته بتنوعه، وأن اللبنانيين عائلات روحية تتكامل و تتفاعل لا تتعايش، وإن الكيانية اللبنانية هي تاريخ وحاضر ومستقبل ، وليست مسرحا يُمَثَّل عليه و لا مشهدا يصفق له و لا منابرَ للمزايدات والتفاضل".

وأشار إلى أنّ "في رسائل وعظات ومواقف البطريرك العبسي، يصرُّ على ان لبناننا هو مبادرات وإندفاعات نحو بلوغ النعمة وخدمة الخير والتمرُّسِ بالصبر واحترام الوطن وزرع المحبة، مهما كانت الكلفة".

وشدد كلاس، على أنّ "ما حفلت به السراي الحكومي في خلال ولاية هذه الحكومة، التي واجهت تحديات في مسيرتها وحققت انجازات في مسارها، من اطلاق خطط إستراتيجيات انمائية ومؤتمرات ودبلوماسية وقضائية واقتصادية وبيئية وصحية وكشفية ورياضية وسياحية وتربوية، هو بند واحد من بنود بيان حكومة معاً للانقاذ. انا اشهد لا أقرِّظ، واشهد اكثر أيَّ حرص تبدونه على وحدة البلد بكل مكوناته المجتمعية والروحية، وعلى وحدة الحكومة والمؤسسات، وكيف انكم في كل اجتماع رسمي او لقاء وطني تؤكدون وتعملون على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، حتى يكتمل عقد المؤسسات الدستورية و ينتظم عملها و يستعيد لبنان مكانته، فتكتمل بذلك صورته كوطن كياني مُقوَّى بالايمان".

من جهته، ذكر المطران ادوار ضاهر، أنّه "من حظنا ان يكون ميقاتي هو من يتحمل هذه المسؤولية التي هي كرة نار. نعتبره في طرابلس سندا، ومؤسساته تدعم كل اهل طرابلس إلى أي جهة انتموا".

وبعد الزيارة، شدد ميقاتي على "أنني سعدت بلقاء البطريرك العبسي، وكان من الطبيعي أن يكون الحديث عن الاوضاع الراهنة التي يمر بها البلد، والصعوبات التي نواجهها، وخاصة الهاجس الاجتماعي الذي عبّر عنه بكل صراحة".

وكشف "أننا تناولنا بالحديث الوضع السياسي وضرورة انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت، لأن باب الخلاص في الوقت الحاضر قيام المؤسسات الدستورية بعملها كاملا، وأن يبدأ المسار بانتخاب رئيس جمهورية ومن ثم تشكيل حكومة جديدة للقيام بالاصلاحات المطلوبة ومواجهة الصعوبات التي نمر بها اقتصاديا واجتماعيا".