لفت الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، إلى أنّ هناك مخاطر حقيقيّة الآن، فكلّ شيء مفتوح للأجيال الحاليّة. في السّابق كانت هناك رقابة على وسائل الإعلام وتدقيق من قبل الأهل، أمّا الآن فكلّ هذا لم يعد موجودًا"، مبيّنًا أنّ "هناك عملًا على تغيير الثّقافة، تحت عناوين غربيّة".

وأشار، في كلمة له خلال الاحتفال الّذي تنظّمه "المؤسّسة الإسلاميّة للتّربية والتّعليم- مدارس المهدي"، في عيدها الثّلاثين، إلى أنّ "كثيرًا ممّا هو حرام ديني في الإسلام والمسيحيّة، وما هو عيب في عادتنا، يُعمل على مسحه، ليكون البديل هو التفلّت على كلّ المستويات"، مركّزًا على أنّ "من أخطر ما يُعمل عليه الآن من قبل الإدارة الاميركية هو تغيير المناهج، وترويج ثقافة المثليّة في المدارس والجامعات، وتحويلها إلى ثقافة عاديّة والدّفاع عنها، والتّنديد بمن يواجهها".

وأوضح السيّد نصرالله أنّ "من جملة المخاطر أيضًا، انتشار المخدرات في المدارس. تأتينا معلومات في بعض المناطق، أنّ هناك أشخاصًا سيّئين وشياطين، يوزّعون على التّلاميذ حبوبًا على أساس أنّها حلويات أو علكة، ولكنّها في الحقيقة تتضمّن مواد مخدّرة، لكي يعتاد التّلاميذ عليها ويطلبونها باستمرار". وشدّد على أنّ "مَن يبيع المخدرات ويروّجها يتاجر بها في أيّ مجتمع من المجتمعات، هو من أفسد أنواع المفسدين في الأرض".

وفسّر أنّ "هناك شكلَين لمواجهة هذه المخاطر: هناك معالجة للنّتائج، والطّريقة الأخرى هي التّحصين النّفسي والرّوحي لهذه الأجيال، بحيث نربّيهم على مخافة الله"، مؤكّدًا أنّ "مسؤوليّة التّربية هي مسؤوليّة كبيرة جدًّا، ووظيفة المعلّم والمعلّمة يجب أن لا تبقى فقط مهنة، بل يجب ان تضاف لها روح انسانية وجهادية".

كما ذكر أنّ "قطاع التربوي في لبنان اليوم يواجه تحديات كبيرة كما بقية القطاعات، وهناك مخاطر جدية، والظروف المعيشية خلال السنوات الاخيرة أثرت على كل جهات العملية التربوية والتعليمية، سواء الأهل الذين ينقلون أولادهم إلى المدارس الرسمية، أو المعلمين والمعلمات إذا باتت الرواتب التي يتقاضونها لا تقدّم ولا تؤخّر في ظل الغلاء، أو على المؤسسات التربوية العالقة في الوسط".

ودعا نصرالله، في المدارس الخاصة إلى "تنظيم الامور وعدم الربح أو الربح بشكل بسيط ومتواضع، واعتبار الامر مساهمة وجهد اخلاقي.اما في ما خص المدارس الرسمية، فنحن معها ومع تقويتها واعطائها الاولوية وكذلك مع الجامعة الرسمية، لانها قادرة على استيعاب كل الناس لا سيما في ظل الظروف الصعبة".

وشدّد على أنّ "الحكومة يجب أن تنفذ وعودها وألا تتخلّف عنها. وما قدّمته الحكومة ليس كافيا، لكن نتمنّى علىكل المعلمين، رأفة بالاجيال، الموازنة بين المطالب المحقة وإمكانيات الحكومة والاجيال التي سيضيع عليها عام دراسي كامل، وندعوهم إلى مواصلة العام الدراسي وعدم العودة إلى الإضراب".

من جهة ثانية، توجّه إلى "كل من يهددنا بالقتل سواء بالسيارة المفخخة او بالحصار او التجويع"، قائلًا: "نحن لا نلين ولا نشعر بالضعف والوهن لاننا نثق بالله وبشعبنا وبأجيالنا وشبابنا"، مركّزًا على أنّ"في الازمة السياسية والمعيشية في لبنان، الرسالة الاساسية يجب ان تكون عدم اليأس، لان نتيجة اليأس ستكون الاستسلام".

واعتبر أنّ "أميركا شريكة الفساد في لبنان، وتمنع وضع الودائع فيه، وتمنع الاستثمار والمساعدات، والمطلوب الاستسلام ولكن نقول لا تتوقعوا منا استسلاما وانصياعا وخضوعا"، جازمًا "وجوبان نطرق ابواب الحل في لبنان لانها موجودة"، متسائلًا: "هل من استسلم لاميركا من الدول نجا؟".