اشار السيد جعفر فضل الله الى ان "الحصار الحقيقي الذي يُراد فرضه على المنطقة، لا تمثّل الشّعوب بالنسبة إليه سوى أرقام في مصالحه الكبرى وهو ما ظهر في كيفية تعامل دول كبرى مع مأساة الزلازل الأرضية الأخيرة في المنطقة"، معتبرا انه "قد يفكّر البعضُ في أنّ مدّ اليد للدّول الكبرى والرضوخ لإملاءات المؤسّسات الاقتصادية الخاضعة لها سيحلّ مشاكلنا الاقتصادية والسياسية، وسيؤمّن العيش الرغيد لأبنائنا في مدى المستقبل، ولكنّ التجارب علّمتنا أنّ الحلاوة التي نأخذها من ذلك ليست سوى ملعقة عسلٍ لا تلبث أن تزول حلاوتها سريعًا، لتعود تلك السياسات لتفرض علينا أن نكون أذلّاء سياسيًا واقتصاديًا وتمنعَنا من أن نطبّق حقيقةً كلّ شعارات الحرّية والاستقلال والسيادة وما إلى ذلك".

وفي خطبة الجمعة من مسجد الامامين الحسنين، لفت الى انه "في لبنان، فمن نافل القول إنّ استقامة عمل الدولة يحتاج إلى ملء كلّ الفراغ في مواقع الدولة، ولكن نقول للسياسيّين: وأنتم تبحثون في اسم هذا الرئيس أو ذاك، وتتنازعون على مواصفاتٍ هنا وهناك، حبّذا لو أنّكم ولمرّة واحدة أن تختبروا إنسانيّتكم، وتنتخبوا لهذا الشّعب من يداوي آلامه، وأن تخفّفوا عنه كيدكم، وأن تتنازلوا لمصلحته، وأن تثبتوا في إرادتكم أمام الضغوط لأجله، بدلًا من أن تستخدموا ألمه في اللعب على شروط عيشه، لأجل إنضاج طبخة هنا وصفقة هناك".

وشدد فضل الله على ان "القيمة الحقيقيّة لأيّ ​سياسة​ أو سياسيّ هي بمقدار ما تقترب ويقترب من الناس، لا بالكلام المعسول، وإنّما بالمواقف التي تبرز فيها معادن الصّدق والأمانة والإخلاص والسيادة والاستقلال، في زمنٍ نحتاج فيه إلى شيءٍ من كلّ ذلك لكي نتجاوز هذه المحن والأزمات التي يطبق فيها الخارج على الداخل، ويخضع فيها الداخل لإملاءات الخارج وربّما لأمنياته؛ والله من وراء القصد".