مرّ أسبوعان على قرار نقل التسعير في ​السوبرماركت​ من ​الليرة اللبنانية​ الى ​الدولار​ ورُغم ذلك لا يشعر المواطن بالإستقرار فالفوضى لا تزال كبيرة، والفروقات موجودة بين سوبرماركت وأخرى وحتى في المكان الواحد بعضهم يُبقي على أصناف بالليرة بينما هناك أصناف نقلها الى العملة الخضراء.

اللافت أيضاً أن قلّة قليلة من السوبرماركات تقوم بوضع السعر الرسمي للدولار للزبائن بينما أخرى لا تلتزم بهذا الإجراء. وهذا ما حصل فعلاً مع سينتيا وهي سيدة قررت شراء علبة من السمنة ودفعت ثمنها بالليرة على سعر صرف الدولار اليومي الذي تضعه السوبرماركت ثم غيّرت رأيها فعادت لاستبداله، وكان عندها إنخفض سعر صرف الدولار ممّا خلق مشكلة لدى المحاسبة لكنها سوّيت فيما بعد.

رنا أم لطفلتين دخلت الى أحد الأفران الكبيرة لتشتري الألبان والأجبان "والحلويات"، إكتشفت أنها لا تحمل المبلغ المطلوب بالليرة فقررت الدفع بالدولار وهنا كانت المفاجأة أن الدولار كان 80 ألفاً بينما أراد محاسب الصندوق احتسابه أقلّ بكثير، ولأن رنا بحاجة الى الأغراض لم يكن أمامها سوى القبول بالأمر.

هنا أسئلة عدّة تطرح حول مراقبة التسعير في السوبرماركت. وفي هذا الإطار تشير مصادر ​وزارة الاقتصاد​ الى أن "المراقبين يقومون بجولات، والاسبوع الماضي تمّ أخذ 50 سلعة عشوائيّة من تلك الاساسية وتمت مقارنة ​الأسعار​ بالأسبوع الذي سبقه، وبحسب الوزارة فلم نشهد ارتفاعا بالدولار بالتسعيرة"، مؤكدة أن "التسعيرة بالدولار ثابثة".

في المقابل تشير المصادر الى أنه "وعند نقل التسعيرة من الليرة الى الدولار فإن بعض السلع إرتفع ثمنها"، لافتة الى أن "وزارة الاقتصاد لجأت الى مراقبة أسعار السلع وتحديدا التسعير من المستورد، أيّ أنها أرادت معرفة إذا كان رفع السلع تم من المستورد أو من السوبرماركت"، لافتة الى أنّ "هذا الاسبوع تمّ اقفال اثنين من منها نتيجة التلاعب بالاسعار".

تشرح المصادر عن طريقة الرقابة، وتلفت الى أن الوزارة "تأخذ الفواتير من المستورد وترى هامش الربح لدى صاحب بائع التجزئة وعند تخطيه يتم تسطير المحضر بالمخالف ويحصل التواصل مع القضاء المختص وهو يأخذ القرار بهذا الموضوع"، مؤكدة أن "المراقبين سيكرّرون جولاتهم على نفس السلع ولو بغير فروع للمراقبة في حال رفع الأسعار على الرف بالدولار".

لا شكّ أن قرار نقل التسعير من الليرة الى الدولار إيجابي لأنه يحدّ من التلاعب الكبير بالأسعار ورفع هامش الربح للسوبرماركت تحت حجّة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، ولكن هذا القرار وحتى يكون له مفاعيل ايجابية على المواطن، يحتاج الى متابعة ومراقبة شديدة من المعنيين ومن وزارة الاقتصاد للتأكد من أن أصحاب السوبرماركات لم يحوّلوا الارباح التي كانوا يحصلون عليها بالليرة الى ارباح بالدولار عبر زيادة سعر السلعة على الرفّ من دولار مثلاً الى دولار وخمسين سنتاً...