أكّد محافظ بيروت مروان عبود، خلال إضاءة محافظة بيروت وبلديّتها نفق جسر الرينغ، الّذي يصل منطقة ميناء الحصن بالأشرفية من الجهتَين، والمعروف باسم "نفق فينيسيا"، أنّ "هذا النّفق هو شريان حيوي من شرايين بيروت، تمّ إطفاؤه منذ بداية الأزمة، بعدما توقّفت شركة كهرباء لبنان عن تغذية العاصمة بالكهرباء، كما طيلة المدّة الّتي كانت تفعلها سابقًا".

ولفت إلى "أنّنا حاولنا إنارته عن طريق المولّدات، لكنّ التّكلفة كانت مرتفعة وتوازي 1000 دولار يوميًّا، كما شكّلت إنارة بقيّة الأنفاق عبئًا، وكادت تؤدّي إلى إفلاس بلدية بيروت. لذلك عجزت البلديّة عن الاستمرار بالإضاءة عبر المولّدات، لأنّ إنارة أنفاق بيروت كانت تصل إلى مئات آلاف الدّولارات"، مركّزًا على أنّ "هذا الواقع هدّد السّلامة العامّة، الأمر الّذي دفعنا لابتكار وسائل جديدة تؤدّي إلى تخفيف الإنفاق من المال العام، وتوفير ما تبقّى من هذا المال".

وأوضح عبود "أنّنا قمنا بالتّشارك مع القطاع الأهلي والجمعيّات في جميع أحياء بيروت وشوارعها، فأطلقنا مبادرات لإنارة الشّوارع والأنفاق، وها هو النّور يعود رويدًا رويدًا إلى أحياء العاصمة، ودبّت فيها الحياة ليلًا من جديد"، مبيّنًا "أنّنا اليوم في صدد إنارة نفق فينيسيا، إذ قدّم فندق "فينيسيا" الطّاقة الكهربائيّة، وجمعيّة "إرادة" الّتي تضمّ نخبةً من خيرة أبناء بيروت قدّموا الكابلات والتّكاليف اللّازمة للعمليّة، وعمل مهندسو بلدية بيروت ومتبرّعون آخرون على المؤازرة التّقنيّة والفنيّة، حيث تمّ العمل ولمدّة على تجهيز هذا المشروع، وهو ذات تكاليف عالية، بسبب سرقة الكابلات واللّوحات الكهربائيّة الّتي كانت تغذّي النّفق سابقًا؛ وقد بلغت قيمة المشروع 500 ألف دولار أميركي".

وأعلن "أنّنا سننتقل في الأسابيع المقبلة إلى شوارع وأنفاق أخرى في بيروت، بحيث سنعيدها إن شاء الله إلى وضع مقبول ليلًا، بما سيساهم في طمأنة النّاس وتحقيق مستوى الحرّيّة في بيروت"، مشدّدًا على "أنّني على استعداد للتّعاون مع جميع المخلصين من أبناء العاصمة من دون أفضليّة لأحد، وكلّهم سواسية عندي، وإنّ أفضلهم أنفعهم للمدينة، وأنا لن أعطي صفة بلدية الظلّ لأيّ جهة مهما كانت؛ لأنّ أبناء بيروت هم وحدهم من يحاسبون وجميعنا مسؤولون أمامهم".