وصل الابن الضال الى الحضيض، وعندها عاد الى نفسه ووجد الله. غالباً ما يربط الانسان بين العودة الى الله والحزن والالم، ليس لان ذلك ما يريده الله، بل لانه يختبر ان الابتعاد عن الله هو قمة الحزن والالم، وان العودة الى الآب هي الفرح الحقيقي الدائم. الهنا اله الفرح والمحبة، وهو قادر على تحويل الالم والحزن الى محطة من الفرح والسلام، ولا يكلفنا ذلك سوى قرار صريح نتخذه عن قناعة بألعودة الى نفسنا حيث سنجد الله بانتظارنا.

اختبر الابن الضال كل شيء وترك محبة الله للاخير، فوجد انها بالفعل اول الاولويات لانّها قادرة على تحويل حياته وقلبها رأساً على عقب، وادخال البهجة والفرح الى قلوب كل من يحبه. الله ينتظرنا في عمق نفسنا، ليقدم لنا حياة اخرى لم نختبرها بعد، حياة لا حزن فيها ولا بؤس.