أكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، خلال رعايته وتدشينه مشروع طاقة شمسية في بلدة النبي شيت انه"لا يمكن ان نترك مصير أهلنا وكرامتهم عرضة للحصار الأميركي الظالم، أو عرضة لابتزاز من دولة تمتلك بعض المال لنقايض الكرامة بالمال، كرامتنا وكرامة أهلنا لا يمكن أن يشتريها أي مال. كل مال الدنيا لا يمكن أن يكون ثمنا لكرامة أبنائنا الذين دفعوا دماءهم دفاعا عن هذا الوطن".

ولفت صفي الدين الى ان "هذا اللقاء للإعلان عن اختتام مشروع يخدم الناس ويؤمن بعضا من احتياجاتهم، ولا بد أن أتقدم أولا بالشكر الجزيل لكل من عمل وفكر وساهم في انجاز هذا المشروع، وندعو الله تعالى أن يوفقنا وإياكم إلى المزيد من القيام بواجب خدمة أهلنا الطيبين في هذه المنطقة العزيزة والغالي"، معتبرا ان "موضوع العدل من أصعب المواضيع واشدها تعقيدا، ففي البعد الفردي، أن يكون الإنسان عادلا، يعني اي أن يكون منصفا، ليس متعديا ولا ظالما، ومراقبا لنفسه وأقواله وأفعاله، وواعيا لحقوق كل من يتعاطى معهم، وإذا امتد الامر الى المجتمع يصبح اكثر تعقيدا واكثر صعوبة لان العلاقات تتشعب وتتداخل والمفاهيم يتم تشويهها وتضييعها وإمكانية التلاعب بمصاديق العدل كما بمصاديق الظلم تصبح أكثر".

واعتبر أنه "خلافا لكثير من التوقعات، هذه المقاومة تقدمت واستمرت وثبتت وتغلبت على كثير من المصاعب، بل تمكنت أن تحقق ما يشبه الإعجاز في انتصاراتها وفي وجودها وثباتها، في مسيرتها واستقامة خيارها ونهجها، في قادتها العظماء وشهدائها العظماء، وتمكنت هذه المقاومة ان تحقق الكثير من الإنجازات، فقهرت العدو وهزمته، وما زالت إلى يومنا هذا بحمد الله عز وجل في موقع قهر العدو وإزلاله وهزيمته ماديا ومعنويا وعمليا، وهي جاهزة في كل لحظة حينما يرتكب العدو اي حماقة".

وشدد صفي الدين على ان "كما احتجنا في عام 1982 إلى مقاومة عسكرية مسلحة، نحتاج الآن إلى مقاومة عسكرية مسلحة أقوى مما كنا عليه قبل سنوات أو قبل سنة أو قبل أشهر، وهذا ما نحن عليه الآن، نحن أيضا نحتاج إلى مقاومة حقيقية لدفع هذا الظلم ما أمكن، والسعي لتحقيق العدالة ما أمكن، فالمقاومة ليست سلاحا فقط، والمقاومة ليست مواجهة عسكرية وأمنية فقط، المقاومة هي روح، هي من يمتلك روح وعقيدة المقاومه والإباء ورفض الظلم، وعقيدة السعي من أجل تحقيق العدل، ومن يمتلك محبة الناس ويعرف قيمة الناس الفقراء والمستضعفين والمحرومين، من يمتلك هذا الحس وهذه الروحيه التي علمنا إياها وأسس نهجها مولانا أمير المؤمنين، وأهل البيت علمونا المقاومة في ميدان القتال حتى الرمق الأخير دفاعا عن الدين والقيم حتى الشهادة، وعلمونا أيضا ان نكون إلى جانب الفقراء والأيتام والمحرومين لنقاوم معهم، إذا توجعوا نتوجع، وإذا تألموا نتألم، وإذا أحسوا بالعوز يجب ان نتحسس هذا العوز في الحد الادنى، وأن نسعى بكل ما آتانا الله من قوة وقدرة أن نكون إلى جانبهم، بخاصة في مثل هذه الأجواء والأوضاع التي نعيشها".

وأكد أن "رهان البعض على الزمن لن ينفع، ففي السابق راهن العدو الاسرائيلي على ان صواريخ حزب الله ستتلف وتصبح غير صالحة للاستعمال فوجدوا ان في كل يوم لدينا صواريخ جديدة ونوعيات وإمكانات جديدة وقادرة، وهم يعترفون انهم عاجزون عن إيقاف هذا المد الصاروخي. ومنذ أن بدأوا الحصار راهنوا أيضا على الزمن لتأليب بيئة المقاومة، ولكن رهانهم على الزمن لم ينفع، والمزيد من الضغوط لن ينفع، نحن أهل الصبر والعزيمة والإيمان، نحن الذين جربنا كل العالم، ولم يتمكن العالم بأجمعه أن يتحمل صبرنا وعزيمتنا وإرادتنا في سنه 2006 حينما جاؤوا بقراراتهم ولؤمهم، كسرناهم ولم ننكسر، وهزمناهم ولم ننهزم، وتعبوا ولم نتعب، وانتصرنا وهزموا بحمد الله عز وجل".