على وقع الحراك الحاصل لمحاولة كسر حلقة التّعطيل المسيطر على الاستحقاق الرّئاسي، أشارت صحيفة "الجمهوريّة" إلى أنّه "يُنتظر ان ينتقل الملف اللبناني الى الفاتيكان، مع زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى الكرسي الرسولي للقاء قداسة البابا فرنسيس، في وقت يشهد المشهد الداخلي تخبّطاً على كل المستويات وانسداداً كليّاً في الأفق الرئاسي، كسرتهما ما بَدت انها "جرعة إيجابيات"، عكسها بروز تحرّك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في صدارة هذا المشهد، عبر الزيارة التي قام بها أمس الى رئيس مجلس النّواب نبيه بري، ووصفت بـ"المهمة"، حيث انها غلّفت بطابع إيجابي".

في هذا السّياق، أكّدت مصادر موثوقة لـ"الجمهوريّة"، أنّ "ما حملته زيارة البخاري الى عين التينة من ايجابيات، أعادت ترسيم الموقف السعودي من الملف الرئاسي، ضمن حدود التأكيد على ان الانتخابات الرئاسية في لبنان شأن يعني اللبنانيين، وحرص السعودية على استقرار لبنان، وعلى ان يتمكن اللبنانيون من انجاز هذا الاستحقاق، وهو الموقف الذي أكد عليه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قبل نهاية الاسبوع الماضي، بأنّ لبنان يحتاج الى تقارب لبناني؛ وان على القادة السياسيين فيه ان يقدّموا المصلحة اللبنانية على أي مصلحة أخرى".

ولفتت إلى أنّ "اللقاء بين بري والبخاري كان مريحاً، حيث استشهد السفير السعودي خلاله بما يؤكد عليه دائماً، لناحية "الدعوة الى الكلمة السواء وان ارادة الخير لا بد منتصرة". وقال: :إنّ المرحلة الراهنة تستوجب الإحتكام أكثر من أي وقت مضى إلى الكلمة الطيبة والرهان دائماً على الإرادات الخيّرة".

الجلوس على الطاولة

شدّدت مصادر مسؤولة، لـ"الجمهوريّة"، على أنّ "المسؤولية والموضوعية تقتضيان مقاربة الاتفاق بين السعودية وايران، كحدث كبير واستثنائي، جوهره حاجة البلدين اليه، نتمنّى أن يكون فاتحة لحقبة جديدة وتحولات اقليمية جذرية، وان تتبدّى ارتداداته بصورة ايجابية على أكثر من ساحة في المنطقة ومن ضمنها لبنان"، معتبرةً أنّ "من المبكر المبالغة في التقدير وبناء فرضيات لا تكون واقعية، ولنترك للوقت أن يحدد حجم وشكل تلك الارتدادات، وما اذا كانت ستلفحنا الايجابيات ام لا".

وركّزت على أنّ "التقارب السعودي الايراني من شأنه أن يؤسّس لحقبة جديدة، ويخلق مناخات ايجابية أبعد من الدولتين، ويزيد من عوامل الاستقرار على مستوى المنطقة. وفيما خَص الملف الرئاسي في لبنان، فإيران تقول انها لا تتدخل في الشأن الرئاسي اللبناني، والسعودية تقول ذلك ايضاً، وتؤكد على تقارب لبناني، وان يراعي اللبنانيون المصلحة الوطنية وانتخاب رئيس بناء عليها. وكلام وزير الخارجية السعودي انطوى على دعوة مباشرة للبنانيين للجلوس على طاولة التوافق والتقارب".

وذكرت المصادر أنّه "لا يفوت عن بال أحد، انّ الجانبين السعودي والايراني التزما في متن الاتفاق بينهما، بعدم التدخل في شؤون الدول. فكل ذلك لا يعني أن نسترخي في لبنان، وندور في الحلقة المفرغة، في انتظار ايجابيات قد تحصل وقد لا تحصل، وفي النهاية ندفع ثمن التأخير والتعطيل. وتبعاً لذلك، فإنّ التقارب السعودي الايراني ينبغي أن يقارب كحافز اضافي لكل المكونات اللبنانية في سلوك خط التوافق السريع نحو الانتخابات الرئاسية".

وعما اذا كان فك العقدة الرئاسية بيد السعودية وايران، قالت: "مما لا شك فيه انّ موقع ودور السعودية وإيران مهم، ولكلّ منهما صداقات وحلفاء في لبنان، ولكن من الخطأ افتراض انهما وحدهما المقرّران لمصير الانتخابات الرئاسية في لبنان، فهذا الأمر حصراً بيد اللبنانيين الذين يملكون وحدهم مفتاح الحل الرئاسي. وإنّ الآخرين، من السعوديين الى الايرانيين الى الفرنسيين الى الاميركيين، يشكّلون عاملاً مساعداً، وهذا ما تأكد في سلسلة اللقاءات والاتصالات التي جرت على اكثر من صعيد خارجي؛ وآخرها الاجتماع الخماسي في باريس".

ملعب الكبار

أشارت شخصية وسطية بارزة، لـ"الجمهورية"، إلى "أنّني لا أعتقد أنه سيكون للاتفاق السعودي الايراني مفاعيل لبنانية مباشرة، فهذا الاتفاق ابعد ما يكون عن لبنان، ولا يعني لبنان لا من قريب او من بعيد، خلافاً لما يعتقد بعض عباقرة ال​سياسة​ السخيفة في هذا البلد. اليمن هي الاساس لا اكثر ولا أقل، وكل الأفرقاء المعنيين بحرب اليمن محشورين يريدون إطفاءها، وما عدا ذلك تفاصيل لا قيمة لها".

زياة فاشلة

أفادت صحيفة "الأخبار" بأنّه "تبين أن الزيارة الأخيرة التي قام بها النائبان تيمور جنبلاط ووائل أبو فاعور إلى الرياض، لم تؤت ثمارها، إذ إن جدول المواعيد التي كان يفترض إنجازه تعثر أكثر من مرة، بسبب انشغالات طارئة للمسؤولين السعوديين المعنيين. مع الإشارة إلى أن الوفود اللبنانية التي تزور الرياض تلتقي عادة إما رئيس المخابرات خالد الحميدان، أو المنسق في ملف لبنان نزار العلولا".