لفت العلامة السيّد علي فضل الله، إلى "أنّنا نجد في هذا الوطن للأسف من يتحدّث بلغة كيف تبنون مؤسّسات إسلاميّة وماذا تخرّجون منها وماذا تعملون فيها. ألا يكفي هذا الوطن انقسامات وصراعات، حتّى تبني كلّ طائفة كيانها الخاص؟".

ورأى، خلال رعاية احتفالًا تكريميًّا أقامته ثانوية الجواد في علي النهري في البقاع، لفتياتها اللّواتي بلغن سنّ التّكليف الشّرعي، إلى من يتكلّم بهذا المنطق وبهذه اللّغة، أنّ المشكلة في هذا الوطن ليست في الدّين كما يروَّج، بل بالابتعاد عنه وعن تعاليمه وقيمه، فنحن ننشئ ونربّي هذه الأجيال على قيم المحبّة والانفتاح وقبول الآخر، لأنّه لا يمكن للإنسان المتديّن إلّا أن يعيش العدالة والعطاء والصّدق والأمانة والمحبّة للجميع".

وأكّد فضل الله أنّ "هذه المؤسّسات وُجدت لتكون جسر تواصل ومحبّة بين مكوّنات هذا الوطن، ساعيةً لتعزير القيم الإنسانيّة والوطنيّة والإيمانيّة ونشرها في المجتمع"، مشيرًا إلى أنّ "من يلتزم بتعاليم الدّين وقيمه، لا يمكن أن يفسد في أيّ موقع أو منصب يصل إليه، ولا يمكن أن يسيء إلى المال العام أو يخالف النّظام أو يكون مرتشيًا".

وركّز على أنّ "لذلك، المشكلة ليست في الدّين، بل في الطّائفيّة الّتي تحمل عنوان الدين من دون أن تعيش قيمه وأصالته. فالطّائفيّون ينطلقون من عناوين دينيّة ولكنّهم يعملون على تفريغها من مضمونها الأخلاقي والإنساني، لصالح مصالحهم الخاصّة والفئويّة، وهذا ما أوصلنا إلى هذا الواقع من الفساد والاستهتار بالمال العام ومصالح النّاس وانعدام المسؤوليّة".