أثّرت الأزمة العالميّة على ​أسعار النفط​ عالمياً سجلت أسعار النفط خسائر حادة في ختام تعاملات جلسة الأربعاء الخامس عشر من آذار، وأغلق ​الخام الأميركي​ دون مستويات 70 دولاراً لأول مرة منذ 2021، كذلك تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 4.9% أو 3.76 دولار إلى 73.69 دولار للبرميل.

هذا الانخفاض حدث عقب انهيار مصرف "سيليكون فالي" الأميركي الذي كان السبب الرئيس وراء الانخفاض الحادّ في الطلب على الوقود الناجم عن تقليص حجم شركات التكنولوجيا على نطاق واسع، إلى جانب خفض موظفيها من نفقات السفر.

انخفاض النفط عالمياً

في هذا السياق لم يكن ل​لبنان​ حصّته بالانفراج خصوصًا أن تراجع الاسعار العالمية كان يفترض أن ينسحب تراجعًا في أسعار المشتقات النفطية ولكن يبدو أن للنفط كارتيلاته أيضًا ومافياته، إذ لا يكفي أن مصيبة الشعب تكمن في مجلس وزرائه المتواري عن الأنظار والداخل في غيبوبة المحتضر في هذا الوطن، فهذا الانخفاض لم ينعكس انخفاضاً في ​أسعار المحروقات​ أو ​البنزين​ بالدولار رُغم أن سعر برميل النفط الخام الاميركي "البرنت" إنخفض في عشرة أيام تقريباً حوالي 12 $ بعد أن كان قبل أزمة مصرف سيليكون فالي 86$ للبرميل... السؤال "لماذا لم تتأثر أسعار النفط في لبنان بهذا الانخفاض؟.

مرّ سامي على إحدى محطات المحروقات فوضع عشرة ليترات من البنزين في سيارته دفع مقابلها تقريباً 10 دولار وانصرف. هذا يعني أنّ سعر صفيحة البنزين تباع في المحطات بـ20$. عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات ​جورج البراكس​ أشار عبر "النشرة" الى أن "سعر صفيحة البنزين اليوم يبلغ تقريباً 18.16$"... السؤال الذي توجهنا اليه به هو "لماذا لم ينخفض سعر صفيحة البنزين بالدولار في حين أنه سعر برميل النفط هبط بفعل انهيار المصرف الأميركي المذكور وتأثيره على أسعار الأسهم والبورصات العالمية 12"؟!.

لا يأتيك الجواب بشكل مفهوم من البراكس، فهو يشير الى أن "جدول أسعار المحروقات الذي يتضمّن كلفة الاستيراد يصدر مرّتين في الاسبوع كل ثلاثاء وجمعة"، ثم يعود ليلفت الى أننا "لم نشهد أيّ إنخفاض لأن هناك هامش 15 يومياً قبل أن نشهد الانخفاض"، مؤكدا أنه "منذ الغد الجمعة سنشهد انخفاضا بسعر صفيحة البنزين بالدولار" على الرغم من أنّ الهامش الّي يتحدّث عنه البراكس يسبق الزمن مع ارتفاع الدولار او مع "شمّة ريحة" الارتفاع العالمية بسرعة قياسيّة.

سعر البنزين محلياً

حسناً هذا جيّد، ولكن فلنعد الى الواقع اللبناني للمحروقات، ثلاثة يتحكمون بالسوق وهم المستوردون للنفط، الشركات التي توزع النفط وأصحاب محطات المحروقات وأغلب الشركات التي توزع والمحطات مملوكة من الشركات المستوردة. في هذا الاطار تشير مصادر مطّلعة عبر "النشرة" الى أنه "عندما تسأل عن سعر الصفيحة الذي يباع بين 18 الى 20$ يأتيك الجواب بأنّ الدولار يرتفع في السوق السوداء، ولكن اذا كان انخفض سعر برميل النفط عالميًّا اكثر من 12$ وسعر صفيحة البنزين لا يزال كما هو بغض النظر عن ارتفاع وانخفاض الدولار في لبنان فهذا يعني أنه يتم رفع سعر صفيحة البنزين بالدولار وجني ارباح طائلة من هذا الأمر".

حجّة التهريب المستمرّ؟!

تعود المصادر لتكشف أن "أصحاب المحطّات اليوم يدخلون تداعيات ارتفاع سعر صرف الدولار على صفيحة البنزين ويحسبون الاكلاف مرّتين فيلجأون الى رفع الأسعار للموظّفين والكهرباء وغيرها، بمعنى آخر يستعملون الكلفة التشغيليّة لتبرير ارتفاع سعر صفيحة البنزين"، مؤكّدة في نفس الوقت أنه "حتّى الان ينخفض سعر النفط عالمياً وسعر البنزين يشرئبّ ارتفاعا في لبنان لأنّ التهريب الى خارج الحدود لا يزال قائماً".

توقعات بانخفاض النفط عالميا اكثر

بدوره الخبير الاقتصادي ​جاسم عجاقة​ يشرح عبر "النشرة" سبب إنخفاض النفط عالمياً، ويشير الى أنه "أتى نتيجة التوترات الجيوسياسية بين ​الولايات المتحدة​ والصين من جهة، وفي ظل المخاوف من موضوع التداول النفطي وفي أي عملة سيتم البيع والشراء بالدولار أو بعملة أخرى! اضافة الى توقع رفع الفائدة بأميركا بعد انهيار مصرف "سيليكون فالي" وهذا كلّه سيقلل من النشاط الاقتصادي ومن الطلب على النفط"، متسائلا عن "سبب عدم انعكاس هذا الموضوع على اسعار المحروقات في لبنان وتحديداً البنزين وبالدولار".

إذاً، أسعار النفط تنخفض عالميًّا، وفي لبنان ترتفع أسعار المحروقات، وأصحاب محطّات المحروقات يبرّرون اليوم عدم الانخفاض المقبل بارتفاع سعر صرف الدولار محلّيًا... في الحقيقة نحن لا نتحدث عن انخفاض بالليرة بل بسعر الاستيراد عالميا بالعملة الخضراء واذا انخفض 3 دولار لن نقول أكثر فهذا يعني اليوم أكثر من 300 الف ليرة بأقل تقدير، فهل تتخيّلون أي أرباح يجنيها المستوردون وأصحاب المحطات نتيجة هذا الانهيار العالمي للنفط الذي ينعكس ارتفاعا في سعر صفيحة البنزين ازديادًا في الارباح على جيوبهم ربما في وقت يحتاج اللبناني الى ذرّة نفس وهو المخنوق من جشع وطمع التجّار فيما الوزارات المسؤولة غائبة لا تُطالعنا الاّ بإنجازات غير موجودة لأنّ لا خطط لديها ولا ذكاء ولا "من يحزنون"!.