نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر دبلوماسية مطلعة على الحركة الخارجية المكثفة التي تجري في الكواليس الدبلوماسية سعياً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، تأكيدها ان "عواصم القرار المعنية بالملف اللبناني وصلت الى اقتناع بأنّ الاستحقاق الرئاسي لن ينجز بواسطة القوى السياسية اللبنانية، بفِعل عدم قدرتها على الاتفاق على مرشح او على خوض غمار المعركة الانتخابية وفي ظل غياب التوافق حول مرشح واحد حتى ضمن الكتل المنقسمة بعضها على بعض، وبالتالي يتم التداول بين هذه العواصم في وَضع توجّه صارم يُصار من خلاله الى تخيير هذه القوى بين مرشح او اكثر ليتمّ حسم هذا الملف، لأنه اذا تُرك على عاتق القوى والكتل السياسية في لبنان فإنه لن يحقق أي خرق".

واضافت المصادر "انّ التداول الحاصل اليوم هو في طريقة الوصول الى لائحة في حدها الاقصى ثلاثة اسماء تستوفي شروط الفريقين السياسيين المنقسمين، لجهة ان لا يكون هناك اي فريق يشعر بأنّ انتخاب هذا المرشح يجعله في موقع المُنهزم والخاسر. وبالتالي، ان يشعر الجميع أن الانتخابات الرئاسية تشكل مدخلاً لمرحلة وطنية سياسية جديدة، وان هذه المرحلة لا يمكن ولوجها سوى من خلال عدم إشعار اي فريق انه انتكس او انه هزم او خسر. لذلك، فإن التفكير الجدي والبحث عن الاسماء التي تشعر كل هذه الكتل بأن طرحها لا يشكل تحديا واستفزازا لأيّ فريق سياسي، وأن الجميع يشعر فعلاً اننا دخلنا في مرحلة جديدة"

وشددت المصادر على ان "كل التركيز هو للخروج بلائحة مرشحين ووضعها امام الكتل على قاعدة انهم غير استفزازيين، وبالتالي تضمن هذه الدول مع الانتخابات الرئاسية كل الدعم للبنان لإعادة التوازن المالي للوضعية السياسية اللبنانية التي تنهار فصولاً وتباعاً، وقد وصل الجميع الى هذا الاقتناع بعدما تبيّن لهم انّ ترك الاوضاع على هذا المنوال لا يمكن ان يفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية".