ذكر رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، أن "اليوم هناك كثيرون يتركوننا علناً وخصوصاً المسؤولون عنا الذين اعطوا هذه المسؤولية بأن يكونوا حراساً للشعب والناس، هؤلاء المسؤولين ارتموا في الشك الذي لا يبنى على الواقع، فالشعب والناس هم احق من هذا الشك بالعيش الكريم، بالحرية والإزدهار والإستقرار، هذا حق لا نستجديه من احد . هم لم يشكوا فينا فقط بل شحّدونا وقرروا ان يتخلوا عن الشعب علناً "على عينك يا تاجر" كما نقول في لغتنا، دون ان يشعروا بأي حساسية على مواقفهم الغير مطابقة لحقوق الناس وكرامة الإنسان، وبالرغم من ذلك لا يزال الناس يلحقون بهم ويعتقدون ان الخلاص بيدهم وما زالوا ينتظرون جلسة لمجلس الوزراء من هنا وجلسة لمجلس النواب من هناك وكأن كل التاريخ الحديث الذي عاشه لبنان لم يعلّمنا بأننا في أزمة مصيرية، كيانية وجوهرية لأن الذين أولوا أمر حراستنا كشعب قرروا ان يتخلوا عنا علناً".

وسأل خلال قداس بمناسبة عد شفيع الرعية القديس يوسف البتول في كنيسة مار يوسف حوش الأمراء: "من يستطيع اليوم ان يعيش حرّاً في لبنان؟ مهما علا شأنه ومهما كان مسؤولاً عليه ان يتنفس الهواء الملوث، ويتناول الدواء المنتهية صلاحيته، وعليه ان يقع في كل انواع المخاطر التي تنتج عن الفساد.لا احد في لبنان يستطيع ان يقول ان الأزمة لا تطاله مهما كان يملك من المليارات من الأموال، لا يوجد سيارات تنقّي الهواء من مدينة الى أخرى، والتلوث لا يقتصر فقط على التلوث البيئي الذي يشكل خطراً على كل الناس، بل التلوث الذي يأتي من داخلهم بحاجة الى الكثير من الصلاة،وهم بحاجة الى ملاك يوقظهم ويعيدهم الى رسالتهم الأصيلة، والأمل ان يأتي اشخاص جدد على قدر المسؤولية بشكل يناسب كرامة الناس في لبنان".

واشار ابراهيم، إلى أن "كلامي نابع من حرقة قلب انه لا يجوز ان نُسلَّم لهكذا مسؤولين يرتكبون الجرائم بحقنا جميعاً كل يوم ويتنقلون بيننا ويحصلون على احترام اكثر بكثير من الإنسان الذي يظلمونه، نحن بحاجة الى اشخاص صادقين، اشخاص يحبون الناس، لماذا وصلنا الى هذه الحال وهم مرتاحون؟، هل هناك واحد منهم يحمل همّ سعر صرف الدولار؟ هل هناك واحد منهم يحمل همّ شراء المواد الغذائية من السوبرماركت؟ واذا اشترى كمية صغيرة يبلغ سعرها ضعفين او ثلاثة راتبه الشهري؟ واذا ان يملأ سياراته بالوقود يبلغ خمسة اضعاف راتبه الشهري؟".

واضاف: "في ظل الواقع الراهن لا يسعنا الا ان نعلن الحقيقة بجرأة ونصلّي لكي يوقظ ملاك الرب المسؤولين عندنا، ويوقظ كل اللبنانيين بأن الوضع الحالي لا يجوز ان يستمر. نحن لسنا دعاة عنف ولا دعاة جرائم لكن نحن دعاة استعادة الحقوق المسلوبة داخل الوطن من مسؤولي الوطن".