ذكر مدير المركز الكاثوليكي للإعلام للاب عبده ابو كسم، خلال لقاء صحافي في المركز بعنوان "دور وسائل الإعلام وشبكات التواصل في بناء ثقافة السلام" وبمشاركة وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، "اننا نلتقي اليوم في رحاب المركز مع من نذروا انفسهم في خدمة الحقيقة، لا بل في خدمة الانسان من خلال تمكينه للوصول الى الحقيقة، من خلال وسائل الاتصال والاعلام".

وحول الثورة الرقميّة، سأل: "ما هو تأثيرها على المجتمع؟ وما تأثيرها على الرأي العام؟، وفي المقابل، أين يكمن دورنا كصحافيّين واعلاميّين يمتهنون الصحافة كسلطة رابعة مسؤولة عن تنوير الرأي العام، خاصة في ظل الظروف التي نعيشها اليوم في لبنان؟".

واشار أبو كسم، إلى أن "الناشطين على وسائل التواصل، وتحت ستار الحريّة الاعلاميّة يشتمون ويحرّضون ويضلّلون الرأي العام بأخبار كاذبة لا صحّة لها، يسوّقون لسياسات ودعايات تساهم في تقبّل فكرة الانهيار وإثارة النعرات الطائفيّة والمذهبيّة"، وسأل: "هل المطلوب ان يستخدموا هذه الوسائل لضرب صورة لبنان الرسالة؟ هل المقصود ان نسلّم ونستسلم؟ أم تحمّل مسؤوليّاتنا الاعلاميّة السامية لإنقاذ لبنان من خلال تمتين جسور التلاقي والحوار والنقاش، وبناء ثقافة المحبّة والسلام؟".

وشدد، على أنه "آن الاوان، واليوم قبل الغد، أن نتحمّل مسؤوليّاتنا الاعلاميّة بجرأة وإقدام لنقف في وجه من يستثمرون في وسائل الإعلام من أجل تحقيق مكاسب خسيسة"، مؤكدا أنها "معركة البقاء، بقاء لبنان، نكون او لا نكون".

ولفت ابو كسم، إلى أن "كل السلطات في لبنان تعطّلت واستقالت من دورها، تبقى السلطة الرابعة، وهي السلطة الاقوى، اذا ما حافظت على رسالتها، هي السلطة المهمّة التي تلعب دورها في الحرب والسلم، تحافظ على لبنان وطن الحريّة والسلام".

وبدوره، رأى رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري، أنَّ "العَولَمَة، كما أَكَّدَ البابا الراحِل بندكتوس السادِس عَشَر، في رِسالَتِهِ العَامَّة "ألمَحَبَّة في الحَقيقَة " سَنَة 2009 تُقَرِّبُنَا لكنَّها لا تَجعَلُنَا إِخوَة. تُعَلِّمُنَا قِصَّةُ قَايينَ وَهابيل، في الكِتابِ المُقدَّس، أَنَّ البَشَرِيَّةَ تَحمِلُ في داخِلِهَا أَلدَعوَةَ لِلأُخُوَّة، ولكنَّهَا تَحمِلُ أَيضَاً أَلإِمكانِيَّةَ المَأساوِيَّةَ لِخِيَانَتِهَا. تَشهَدُ على ذلِكَ أَلأَنانِيَّةَ اليَومِيَّة التي تَقومُ في أَساسِ العَديدِ مِنَ الحُروبِ وَالظُلم: إِذ يُقتَلُ العَديدُ مِنَ الناسِ بِأَيدي إِخوَتِهِم الذينَ لا يَعتَرِفونَ بِهِم كَإِخوَةٍ لَهُم. إِنَّ خَبرَةَ الحُروبِ المُؤلِمَة والفَسادِ وَالهَيمَنَة وَالإِستِغلالِ وَالقَمعِ وانتِهاكِ كَرامَةِ الإنسانِ في مَنَاطِقِنَا وفي العالَم تُشَكِّلُ جُرحَاً خَطيراً وَعَميقَاً يُصيبُ الأخوَة".

وسأل: "أَينَ نَحنُ مِن ثَقافَةِ السَلام؟ أَينَ نحنُ مِنَ التَربِيَة على السَلام ومَن مَجموعَةِ القِيَمِ وَالمَواقِف والتَقاليد وأَنماطِ السُلوك وَسُبَلِ الحَياةِ التي تَستَنِدُ إَلى احتِرامِ الحَياة ومَباديءِ السِيَادَة، وحُرِّيَةِ التَعبير،واحتِرامِ حُقوقِ الإِنسان؟ أَينَ نَحنُ مِنَ التَسامُحِ والتَنَوُّعِ الثَقافي والتَعَدُّدِيَةِ؟،واللائحَةُ تَطول".

وشدد العنداري، على "اننا بحَاجَةٍ إِلى ثَقافَةِ سَلامٍ وتَربِيَةٍ على السَلام بَعيداً من التَشهيرِ والتَجريحِ والفئويّةِ واختِلاقِ الأكاذيب دونَ ضوابط. ما هُوَ دَورُ وَسائلِ الإِعلامِ وشَبَكاتِ التَواصُل الإِجتِماعي في بِنَاءِ ثَقافَةِ السَلام".