ذكر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، خلال لقاء صحافي في مركز المركز الكاثوليكي للإعلام بعنوان "دور وسائل الإعلام وشبكات التواصل في بناء ثقافة السلام" أن "دورُ وسائل الاعلام وشبكاتِ التواصل في بناء ثقافة السلام، ما أحْوَجَنا الى التواصُلِ وما أبعدَنا عنِ السلام، ما أحوَجَنا الى التواصلِ ونحنُ في عصرِ التواصُل، معادَلُةٌ شديدةُ الغَرابَة في زَمَنٍ كثُرَ فيه الكلامُ على كلِّ المنابرِ والمِنصّاتِ، وقلَّتِ المسؤولية".

واضاف: "عندما يكثُرُ الكلامُ يكثرُ معه الخطأ، وقد يتأتّى هذا الخطأُ من حماسةٍ زائدةٍ أو من ردِّ فعلٍ تِلقائيّ أو حتّى من دافِعِ حُبِّ الظُهورِ والنشاطِ المُفرِط على وسائلِ التواصُل الاجتماعي، وما إنْ نقعُ في الخطأ حتى نَصلُ سريعًا الى الخطيئة، وهكذا تتحوّلُ شبكاتُ التواصُلِ الى أدواتِ انفصالٍ اجتماعيّ بفعلِ الشَّحنِ الدائمِ والّلحظَويِ الناتجِ من النَّشرِ المُتسَرِّعِ والمُرتَجَل والانفعاليّ، وهنا يبرُزُ السؤال: هل هذا من الإعلامِ في شيء؟ ومتى كانَ دورُ الإعلامِ جانِحًا الى الخِفّةِ في التَّعليقِ والبذاءَةِ في الردّ والتوتُّرُ في النشر؟ أينَ ثقافةُ بناءِ السلامِ من هذا المشهدِ المُظلِم؟".

واشار المكاري، إلى أنه "أمامَ هذا الواقِعِ المأزومِ نجدُ أنفُسَنا مُنحازينَ الى القولِ القديم المأثور: إذا كان لديك كلامٌ حُلوٌ فَقُلْهُ سريعًا قبل أن يَفقِدَ حلاوتَهُ، واذا كان لديك كلامٌ مُرٌّ فاحتفظ به الى أن يزولَ مُرُّه"، واضاف إنها "قاعدة بسيطةٌ تُجنِّبُ فضاءَنا الإعلامي التوتُّرَ وتُساهمُ أفضلَ مُساهمةٍ في بناء ثقافة السلام التي تُنَمّي العقولَ وتَبني الأوطانَ، بعيدًا من خِطابِ الكراهية والشحن والحِقد. وغَنيٌّ عن القول إنّ السلامَ هو وليدُ الهدوءِ والرَّصانةِ والتَّسامحِ والتّفاعُلِ الإيجابيّ، ولم يكُنْ يومًا ولن يكونَ غيرَ ذلك. أمّا خِطابُ التَّحريض والكراهية واستِثارةِ الغرائز فلا يولِّدُ إلّا الحروبَ والدمار".

وتابع: "قد يسألُ أحدُكُم ماذا عن حُريةِ الرأي؟ وأُجيبُ بسؤالٍ استِتْباعًا: متى كانت الحُريةُ إساءةً الى الآخرين؟ متى كانت تحرُّرًا من المسؤولية والوعي والعقل والحكمة؟".

وشدد المكاري، على أن "الحريةُ قيمةٌ يجدُرُ بنا صونُها من كلِ إساءةِ استخدام، وتنزيهُها عن كلِ إسفافٍ في التعبير أو خفّةٍ في التصريح. ولعلَّ ما ينبغي أن يُحفِّزَنا في أيامِنا هذه على التأنّي في النشر هو السُرعةُ الهائلة في تناقُل مضمونِ الكلامِ ثمَّ السرعةُ الأكبر في الردّ والردّ على الردّ والاشتباك الى ما لا نهاية، بأساليبَ لا تَرقى الى رسالةِ الإعلام الواعي والُمتَّزِن".