ذكر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال رعايته احتفالا في اليوم العالمي للفرنكوفونية، وذكرى مرور خمسين عاما على انضمام لبنان الى المنطمة الفرنكوفونية بحضور كل سفراء الدول الفرنكوفونية، "أننا سعداء بمشاركة قادة أقطاب الفرانكفونية اللبنانية وممثلي هيئات المنظمة الدولية للفرانكفونية والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى، وكافة سفراء الدول الشقيقة الناطقة بالفرنسية، في هذا الاجتماع".

وشدد على "أننا نغتنم هذه الفرصة للاحتفال بعيد الأم، الذي يتم الاحتفال به في لبنان وفي العديد من البلدان حول العالم. نود أن نعرب عن تقديرنا وامتناننا لجميع الأمهات اللواتي كرسن حياتهن لتربية أطفالهن بالحب والتفاني. دورهم في المجتمع لا يقدر بثمن ونرسل لهم أحر تحياتنا في يوم الاحتفال هذا".

وأكّد ميقاتي، "أننا نعلم بالطبع أن تاريخ لبنان مع اللغة الفرنسية لم يرتق فقط إلى الخمسين سنة الماضية، فمنذ القرن السابع عشر، استقر الفرنسيون في أرض الأرز، لتصبح اللغة الفرنسية عشية الاستقلال لغة التعليم الثانية، وتشكل بعدا أساسيا للهوية الثقافية اللبنانية. لكن الذكرى الخمسين التي نحتفل بها تعيدنا إلى النصف الثاني من القرن الماضي، الذي شهد ولادة حركة ثقافية واسعة، تحمل شعلة الفرانكوفونية، التي تشكل مساحة مفتوحة ومتعددة الاستخدامات تجمع بين الشعوب والبلدان التي تتشارك اللغة الفرنسية".

ولفت إلى أنّه "منذ تأسيس المنظمة وحتى يومنا هذا، اعترفت الفرانكوفونية دائمًا بالدور الذي يلعبه لبنان داخل المنظمة وفي المنطقة. أدى التعاون والعلاقات المميزة بين البلدين إلى العديد من الإنجازات الرئيسية التي ظهرت على التوالي، وهي افتتاح مكتب الوكالة الجامعية للفرانكوفونية (AUF) للشرق الأوسط في عام 1993، وعقد القمة التاسعة للفرانكوفونية في 2002، تنظيم دورة الألعاب الفرانكوفونية السادسة في عام 2009، وأخيرًا افتتاح ممثل المنظمة الدولية للفرانكوفونية للشرق الأوسط في عام 2022".

ورأى ميقاتي، أنّ "احتفالنا المزدوج ليس في باب الحنين إلى الماضي، بل يشكل انفتاحًا واعدًا على مستقبل مليء بالأمل، للحفاظ على اللغة الفرنسية والقيم العالمية، ولتأثير الفرانكفونية في لبنان، وفي كل دول الشرق الأوسط"، موضحًا أنّه "لا يمكنني، في الختام، إلا أن أشدد على قيم الديمقراطية والتنوع الثقافي واحترام الآخر، التي تجسدها اللغة الفرنسية والفرانكوفونية، يجب أن يشجعنا ذلك على حوار حقيقي يشكل السبيل الوحيد للخروج من أزماتنا وتعافي بلادنا".

بدوره، تحدث ممثل المنظمة الفرنكوفونية للشرق الاوسط ليفان اميرجيان، حيث أشار إلى أنّه "يحتفل اليوم العالمي للفرنكوفونية هذا العام بالإبداع الثقافي الفرنكوفوني وتنوعه الثقافي. يجسد لبنان بشكل رائع هذا التنوع اللغوي والثقافي، وهذه هي هوية لبنان، وتفرده في المنطقة. يجب أن يظل هذا التنوع قوته، ويحب العمل بسرعة على التوصل الى الحل الذي يضمن له الاستقرار المؤسسي والسياسي والاقتصادي".

من جهته، أكّد رئيس مجموعة السفراء الناطقين باللغة الفرنسية في لبنان، سفير تونس في لبنان، "أنني اتوجه بالتهاني باسم زملائي السفراء الناطقين باللغة الفرنسية الى الشعب والحكومة اللبنانية، واتمنى ان يستمر لبنان بدوره الريادي على الساحة الفرنكوفونية، ان افتتاح مكتب الفرنكوفونية للشرق الاوسط في لبنان في تشرين الاول الماضي، هو تعبير عن موقع لبنان كعاصمة فرنكوفونية في المنطقة".