لفت مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة حلول شهر رمضان، إلى أنّه "يمر وطننا، ويمر شعبنا بسنوات عجاف، حيث تطبق المصاعب على الناس، صغيرهم وكبيرهم. وهي الظروف التي لا يستطيع الصمود فيها غير الكبار بإيمانهم وعملهم، وقبل ذلك وبعده، بإرادتهم العازمة أن يقدموا كل ما يستطيعون للإنقاذ الوطني والإنساني".

وأكّد أنّه "بصراحة، وبدون مواربة: إما انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة، أو الفوضى التي بدأت معالمها تظهر شيئًا فشيئًا في الوطن، ويدفع الثمن المواطن"، مشيرًا إلى أنّ "المطلوب الاحتكام إلى الدستور، وانتخاب رئيس للبلاد، اليوم قبل الغد، لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك، والاستجابة لمطالب الناس وحاجاتهم، الذين بدأوا يفقدون الحد الأدنى من مقومات الحياة، ومن المؤسف أن الطبقة السياسية في مكان، والشعب في مكان آخر".

وشدد على أنّه "يا ساسة لبنان، كفى بالله عليكم تضييع الوقت، أصبحنا في المراحل الأخيرة من الانهيار، وحدوا رؤيتكم في مصير بلدكم"، موضحًا أن "دار الفتوى كانت وستبقى الحريصة على وحدة اللبنانيين، وترسيخ عيشهم المشترك، وتوحيد صفوفهم، والتصدي لكل من يعمل على تمزيق وحدة الوطن، فالبعض ينادي ويعمل على تقسيم بلدية بيروت العاصمة، التي هي رمز وحدة اللبنانيين في عيشهم الواحد، فبيروت بمسلميها ومسيحييها لن ترضى بالتقسيم، ونحن سنقف سدًا منيعًا في مواجهة المس بوحدة بيروت وبوحدة مؤسساتها، وعلى الساعين لهذه الأفكار، أن يفكروا مليا بالأولويات التي تهم المواطنين، وتخفف عنهم المعاناة، وتضع حدا للبطالة، وأزمة الماء والكهرباء والاستشفاء، وحالة الضياع الذي يعيشه الوطن والمواطن".