أعلنت السفارة الفرنسية في بيان، أن "السفيرة الفرنسية قامت في 22 و23 آذار الحالي بجولة جديدة في عكار، وهي منطقة تأثرّت تأثرّاً بالغاً بإنعكاسات الأزمة الماليةّ والإقتصاديةّ والإجتماعيةّ التي يجتازها لبنان. وأتاحت هذه الزيارة للسفيرة الإطّلاع على التقدمّ الحاصل في تنفيذ عدد من المشاريع ومعاينة وَاقعها وأهمّيتها، وهي مشاريع تحظى بدعم فرنسا بالتعاون مع البلدياّت والجمعياّت الشريكة، وذلك بهدف الإستجابة للإحتياجات الحاليةّ للمنطقة وسكّانها".

وذكرت أن "السفيرة قامت بزيارة إلى مدرسة راهبات الفرنسيسكان التي تدعمها فرنسا في إطار شراكة مع مؤسسة "عمل الشرق") عبر صندوق دعم المدارس المسيحية في الشرق( لإستشراف سُبلُ تعزيز هذا الدعم من أجل الإستمرار في توفير تعليم فرنسي ومتعددّ اللغات عالي الجودة في هذه المنطقة من عكار. وإلتقت في هذه المناسبة عائلات لبنانيةّ تحظى بمساعدة من مركز الشبيبة الكاثوليكية بحصص غذائية تمّ تأمينها بواسطة تمويل عاجل من مركز الأزمات التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية.

واضافت: "في دير سيدة القلعة، كان لها لقاء مع الآباء في الرهبنة اللبنانية المارونية تمّ خلاله التطرّق بشكل خاص إلى مجالات التعاون الممكنة مع معهدهم الفنيّّ. وزارت سفيرة فرنسا أيضاً معمل إنتاج دبس الخروب، الذي يحظى بدعم في إطار مشروع تعاون لامركزي مع مدينة "سان بيراي" )في منطقة "أرديش" الفرنسية بهدف تعزيز الإنتاج والمهارات وخلق فرص عمل على الصعيد المحليّ. كما تناولت السفيرة مع رئيس بلدية منجز كيفيةّ تسليط الضوء على المواقع الأثريةّ التاريخيةّ في نطاق البلديةّ ومن بينها المعبد الروماني وقلعة "سان جيل" الصليبيةّ والنواويس".

وفي القبيات، زارت السفيرة آن غريو موقع معمل الحرير الأثري الذي ساهمت فرنسا في تجهيزه بهدف تمكين الجمعيات، ومجلس البيئة والصالون الثقافي من إستخدامه كمركز مميزّ للأنشطة البيئية والثقافية. في حلبا، شاركت السفيرة في الذكرى السنويةّ الأولى لمشروع "بساتين" بتمويل من فرنسا )وكالة التنمية الفرنسية( والرّامي إلى دعم تطوير الزراعة المستدامة. وفي إطار الإستجابة العاجلة من جانب فرنسا لوباء الكوليرا الذي تفشّى في خريف 2022 )إستجابة عبر مركز الأزمات والمساندة التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية(، تفقدّت كذلك الأعمال التي تمّ القيام بها في مستشفى الدكتور عبد الله الرّ اسي الحكومي ،ثمّ توجّهت لزيارة مركز القديس بولس للخدمات الشاملة في الشيخ طابا، الذي يحظى بدعم فرنسا )عبر وكالة التنمية الفرنسية( ممّا يتيح للبنانيين الأكثر هشاشة الإستمرار في الحصول على خدمات رعاية طبيةّ عالية الجودة ومجّانيةّ، وهذه المشاريع تتمّ بالتشاور مع وزارة الصحّة اللبنانيةّ.

وتابعت: "وخلال زيارتها لأحد المراكز العسكريةّ على الحدود اللبنانيةّ-السوريةّ، ولحاجز دير عمار على الطريق المؤديّ من طرابلس إلى عكار في إطار دعم فرنسا لتجهيز وتدريب اللواء الثاني في القوات المسلحّة اللبنانيةّ، أعادت التأكيد على إلتزام فرنسا المستمرّ لدعم الجيش اللبناني وأثنت على العمل الملحوظ الذي يقوم به العسكريوّن اللبنانيون، وفي موازاة جولة السفيرة آن غريو، إلتقى قنصل فرنسا العام في لبنان، السيد جوليان بوشار، الرعايا الفرنسيين المقيمين في منطقة حلبا وناقش معهم مواضيع لفائدة المصلحة العامة".

واشارت إلى أنه "في إطار هذه الجولة، كان للسفيرة أيضاً لقاءات مع السلطات الإداريةّ والدينيةّ المحليّةّ، لا سيمّا محافظ عكار، السيد عماد لبكي، ومفتي عكار، الشيخ زيد بكار زكريا، وراعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس، المتروبوليت باسيليوس منصور، وعدد من رؤساء البلديات. تمّ التطرّق في هذه اللقاءات إلى التحديات الخاصة بمنطقة عكار والصعوبة التي تواجهها الدولة في معالجة ترديّ الظروف المعيشيةّ للبنانيين في سياق الأزمة الماليةّ والفراغ الرئاسي. وقد ركّزت السفيرة آن غريو على ضرورة التوصّل بشكل عاجل إلى مخرج من الأزمة السياسية وعلى الضرورة الملحّة لمعاودة سير العمل في كافة المؤسسات )رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والحكومة ومجلس النواب( من أجل العمل على النهوض بالبلاد والإستجابة بشكل ملموس لإحتياجات اللبنانيين وتطلعّاتهم".