لفت رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، خلال ترؤّسه صلاة الغروب والقداس الاحتفالي في كنيسة البشارة في الكلية الشّرقيّة، بإطار الاحتفال بعيد بشارة مريم العذراء، واليوبيل الـ125 لتأسيس الكليّة، إلى "أنّنا إذا كنّا نريد أن نكون على مثال مريم، نقول معها "لأنّ الله نظر إلى تواضع امته"، علينا أن نكون متواضعين كمريم، علينا أن نكون مريميّين".

ورأى أنّ "لا أحد منّا يستطيع أن يفعل شيئًا من دون الرّبّ. ليس هناك أعظم من أعمال الرّبّ فينا، وإذا أردنا أن نكون على مثال مريم في يوم عيدها، في يوم البشارة، علينا نحن أيضًا أن نفتح قلوبنا لله ونقول نعم للملاك"، مشيرًا إلى أنّ "هذا الملاك المخيف بحسب التّقليد الكتابي، صار لمريم لمسة إلهيّة تحمل السّلام وتحمل النِّعمة الّتي ملأت مريم وملأت بالتّالي كلّ النّاس. ولولا حلول الرّوح القدس على مريم العذراء لما تمّ الخلاص، ولكي يتمّ الخلاص فينا، يجب أن نكون على مثال مريم في الطّهارة، إناءً مصطفى".

وشدّد المطران ابراهيم على أنّ "المدارس كلّها مخضوضة ومتعبة، لكن لا نستطيع نحن كرهبانيّات أن نعلّم فقط عندما تكون مدارسنا تربح، هذا أمر غير مقبول. أنا مسؤول عن كلامي، الأمر غير مقبول أن نخدم فقط عندما يكون هناك مردود مالي"، مؤكّدًا أنّ "علينا أن نتعاون جميعًا مهما تعبت مدارسنا لكي تستمرّ، ومن غير المقبول ومرفوض نهائيًّا أن تقفل مدارسنا، خصوصًا الّتي تخدم أبناءنا من كلّ الطوائف. فإذا أقفلنا هذه المدارس كما يهوّل البعض اليوم في بعض القرى، فنكون نشجّعهم على الهجرة وترك أرضهم".

وركّز على أنّ "الرّهبانيّة الّتي اتّخذت قرارًا بإقفال مدرسة يجب إقفالها، فنحن لا نعيش للخدمة في أوقات الرّاحة، وعلينا أن نتعاون جميعًا، لكن هذه الحالة لا تسمح للنّاس بأن يستغلّوا المدارس. على القادر أن يدفع لكي يستطيع غير القادر أن يستفيد"، معتبرًا أنّ "كلّنا اليوم أمام وقفة ضمير في لبنان، فلكي تستمرّ مدارسنا علينا أن نحمل بعضنا البعض، لا أن نضع كلّ الحمل على المدارس ولا على المؤسّسات المانحة ولا على الأهل والمعلّمين. يجب أن يكون هناك توازن واتزان في التّعامل مع هذه الأزمة الصّعبة". ولفت إلى "أنّنا نمرّ في صعوبات مصيريّة وجوهريّة في هذا الوطن، وبحاجة إلى أن يأتي ملاك ويبشّرنا بنهاية الأزمة".