لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّه "ليس صدفة أن اختار المسلمون والمسيحيّيون عيد بشارة السيّدة العذراء بمرسوم رسميّ بتاريخ 27 تشرين الأوّل 2010، عيدًا وطنيًّا مشتركًا. فهي عندهم جميعًا "أمّ" بل هي أكرم وأقدس الأمّهات التي تجمع أبناءها وبناتها وتوحّدهم".

وأشار، خلال ترؤسه في الصرح البطريركي في بكركي قداس عيد البشارة، إلى أنّه "يأتي هذا العيد الروحيّ والوطنيّ المشترك مع بداية شهر رمضان المبارك، وبمناسبته وجّه مجمع الحوار بين الأديان في الفاتيكان، رسالة تهنئة ودعاء إلى الإخوة المسلمين بعنوان: "مسلمون ومسيحيّيون: روّاد المحبّة والصدافة". في هذه الرسالة دعوة للمحافظة على العيش المشترك السلميّ والودّي بوجه العديد من التحديات والتهديدات".

وشدد الراعي، على أنّه "يسعدني أن تكون رسالتي الراعويّة العاشرة التي أعلنها، عن "الطوباويّين الإخوة المسابكيّين الشهداء" ليكونوا لنا مثالاً في شهادة الايمان وبخاصة بالنسبة للعلمانيين الذين يعيشون على مثال الاخوة المسابكيين حياتهم في العالم على اساس من الايمان والروحانية كما فعلوا".

ولفت إلى أنّ "القديسين والطوباويّين هؤلاء، عاشوا ملء الشركة، إتّحادًا عميقًا مع الله ووحدةً بطوليّة مع جميع الناس، وعاشوها بقوّة المحبّة التي في قلوبهم. حالة شعبنا في لبنان اليوم مأساويًّة: إقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا وأخلاقيًّا، مع الحفاظ عند معظمهم على وديعة الإيمان. هذه المأساة تتأتّى، كما الكلّ يعلم ويقرّ، من سوء الإداء السياسيّ والفساد وعبادة المصالح الخاصّة والفئويّة، والإستهتار بالشعب المقهور والمظلوم والمتروك على قارعة الطريق مثل "نفايات"، كما يقول البابا فرنسيس".

وذكر الراعي، أنّه "هنا ترتسمحقول عملنا ورسالتنا: إذكاء ديناميّة العملالروحيّ والراعويّ والرسوليّ؛المزيد من التضامنفي مساعدة شعبنا ماديًّا ومعنويًّا وحياتيًّا؛والسعيبشتّى الطرق لتعزيز الوحدة بين متعاطي ال​سياسة​ والسلطات المدنيّة، ولحضّهم على القيام بمسؤوليّاتهم بعد الإقرار بأخطائهم وبفشلهم وبمسؤوليّتهم المباشرة عن إفقار المواطنين وإذلالهم وتهجيرهم وموتهم في بيوتهم لجوعهم، ولعدم إمكانيّة شراء دواء ودخول مستشفى، وعن انتحارهم يأسًا لعجزهم عن تأمين المأكل والمشرب لأولادهم. فينتظر من هؤلاء المسؤولين الإقرار امام الله والناس، بمسؤوليّتهم عن خراب الدولة والجمهوريّة بإحجامهم عن انتخاب رئيس للجمهوريّة، وبتعطيلهم انتظام المؤسّسات الدستوريّة".

وأكّد الراعي، أنّه "إيمانًا منّا بأنّ الرجوع إلى الله وبالإصغاء لصوته، والتفاعل مع نعمته، يشكّل مفصلًا أساسيًّا في حياة الإنسان، فإنّا سنلتقي بسرور، الأربعاء الخامس من نيسان المقبل، مع النوّاب المسيحيّين في خلوة روحيّة في دار بيت عنيا قرب مزار سيّدة لبنان: نستمع فيها معًا إلى كلام الله، ونتأمّل فيه بالصمت والصلاة والسجود أمام القربان المقدّس والصوم والوقفة مع الذات والتوبة".