لفتت وكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول"، ومقرّها لاهاي، بموضوع منصّة "تشات جي بي تي-ChatGPT" للذّكاء الاصطناعي، إلى أنّ "الاستغلال المحتمَل لهذا النّوع من أنظمة الذّكاء الاصطناعي على أيدي مجرمين، يطرح احتمالات قاتمة".

وشدّدت على أنّ المجرمين "قد يستخدمون "تشات جي بي تي"، من أجل تسريع عمليّة البحث بشكل كبير" في مجالات لا يفقهون فيها شيئًا، على غرار كتابة نصّ من أجل ارتكاب عمليّة احتياليّة، أو توفير معلومات حول "كيفيّة اقتحام منزل أو الإرهاب أو الجريمة السّيبرانيّة أو استغلال الأطفال جنسيًّا".

وحذّرت "يوروبول" من أنّ قدرة روبوت الدّردشة على تقليد أنماط الكتابة، جعلته فاعلًا بشكل كبير في إعداد رسائل بريد إلكتروني بغية "التّصيّد"، وقدرته على إنتاج نصّ بشكل سريع تجعله "مثاليًّا لأغراض الدّعاية والتّضليل".

وركّزت على أنّه على الرّغم من أنّ "تشات جي بي تي" خاضع لضوابط، على غرار اعتدال المحتوى الّذي يمنع الرّوبوت من الإجابة على أسئلة مصنّفة مضرّة أو متحيّزة، إلّا أنّ هذا الأمر يمكن الالتفاف عليه، مشيرةً إلى أنّ الذّكاء الاصطناعي لا يزال في بداياته، متوقّعةً أن "تتحسّن قدراته مع الوقت".

كما أكّدت الوكالة "الأهميّة القصوى لتعزيز التّوعية في هذا الشّأن، بغية ضمان اكتشاف أيّ ثغرة محتمَلة، ومعالجتها بأسرع وقت ممكن".

وكانت قد أُطلقت منصّة "تشات جي بي تي"، الّتي أنشأتها الشّركة الأميركيّة النّاشئة "أوبن إيه آي"، في تشرين الثّاني الماضي، وسرعان ما انتشرت مع الاستحسان الّذي لاقته من قبل المستخدمين، بسبب قدرتها على الإجابة بوضوح ودقّة على أسئلة صعبة، لا سيّما كتابة أغان أو شيفرات برمجيّة، وحتّى النّجاح في امتحانات.