لفت النّائب ابراهيم منيمنة، إلى أنّ "منذ انتهاء الانتخابات النيابية، نتعرّض لحملة ممنهجة سياسيًّا وإعلاميًّا، استُخدمت خلالها الأساليب الرّخيصة الّتي تتقنها "القوات اللبنانية"، تحت شعار التّوحّد تحت مظلّة وعباءة رئيس "القوّات" سمير جعجع، بشعار شعبوي فضفاض: "توحيد المعارضة"، لبيعنا لاحقًا على بازارات السّياسة الإقليميّة والدّوليّة كما عهدهم وتجاربهم وتاريخهم".

وشدّد، في تصريح على مواقع التّواصل الاجتماعي، على أنّ "منذ فوزنا في الانتخابات، يصرّ جعجع على تقديم نفسه علينا مرشدًا سياسيًّا وواعظًا ومنظّرًا، متجاهلًا حقيقة أنّنا أتينا بأصوات النّاس، نوّابًا مستقلّين خارجين عن الاصطفافات، متحرّرين من أيّ طاعة"، مشيرًا إلى أنّ "حالتنااستعصت على جعجع، فجنّد بخبث مواقع وهميّة وأقلامًا صفراء وحسابات ذباب إلكتروني، وقام وغيره من الأحزاب بحملة ممنهجة لتشويه سمعتنا، وسَكتنا وتعالَينا، لأنّ أولويّتنا مختلفة في هذه المرحلة".

وتوجّه منيمنة إلى جعجع، قائلًا: "جرّبناكم في كلّ المراحل، ومن جرّب المجرّب كان عقله مخرّب. جرّبناكم حين رفستم ثورة 14 آذار وشعارات الدّولة المدنيّة، وبالسّياسة من لائحة بعبدا بانتخابات 2005 لانتخاب ميشال عون رئيسًا وما بين التّاريخين من حكومات، وفي انتخابات 2022 وإخلاء ساحة الجنوب للحزب ومرشّح المصارف (حليف حليفكم)".

وبيّن "أنّنا جرّبناكم في مجلس النواب، حيث التماهي مع لوبي المصارف وجميع الأحزاب التّقليديّة، عبر إدخال أملاك الدّولة في بازار توزيع الخسائر على حساب النّاس. جرّبناكم أنتم وكلّ أحزاب الحرب والسّلم"، مركّزًا على أنّه "أمّا عن توحّد معارضي "حزب الله"، فسألناكم كيف؟ فلم يأتنا الجواب حتّى السّاعة، فيما استمرّ خطاب التّخوين، وكأنّ مدخل مواجهة "حزب الله" يمرّ بمعراب حصرًا وبلغّتها!".

كما أعلن أنّ "بالنّسبة لنا، أنتم وكلّ أحزاب المنظومة غطاء لـ"حزب الله" ووجه آخر له، وتشريع لاستمرار احتكار الطّوائف واستخدامها في لعبة المحاصصة، في انعكاس فاضح لأولويّاتكم الّتي لن ولم نقبل بها، لا بالتّهديد والوعيد المبطّن ولا بالحملات الممنهجة"، مؤكّدًا "أنّنا لم ندخل العمل السّياسي لإعادة الفرز والاصطفافات السّابقة، أو الجلوس على طاولات الصّفقات والمحاصصات".

وأوضح منيمنة أنّ "اصطفافاتنا لطالما جاهرنا بأنّها "على القطعة"، ومعاييرنا معروفة، ولسنا كيديّين ولن نكون، وفي كلّ مرّة تقتضي المصلحة العامّة أن نتلاقى على موقف لمصلحة النّاس فسنفعل؛ لكنّنا نحن وحدنا من نحدّد توقيتنا وأولويّاتنا واصطفافاتنا، ودومًا وفق ما نراه للصّالح العام اللّبناني، بمعزل عن الاصطفافات الطّائفيّة التّقليديّة". وشدّد على أنّ "عدا ذلك، معاييركم السّياسيّة، بلّوها واشربوا ميّتها".

وكان قد أكّد جعجع، في حديث صحافي، أنّ كلّ أملنا هو في توحيد المعارضة، وكلّ الوقت نعمل على ذلك، لكنّ العمل صعب والتّقدّم بطيء جدًّا". ووصف منيمنة والنّائبة وحليمة القعقور، بأنّهما "جيّدان جدًّا كأشخاص، ولكن "بغير دني". يريدان إلغاء الطّائفيّة السّياسيّة ويريدان الوحدة العربيّة وتحرير فلسطين في الوقت نفسه، ولديهما حساسيّة مفرطة على كلّ ما كان موجودًا في السّابق، ومن بينها "القوّات اللّبنانيّة".

وتساءل: "كيف يمكن أن يعمل هؤلاء النّواب على تحقيق شعاراتهم من دون التّعاون مع أحد، لا مع "القوّات" ولا مع غيرها؟"، لافتًا إلى أنّ "أفكارهما بعيدة كثيرًا عمّا نعيشه في الوقت الحاضر، وكأنّهما يعيشان في زمن السّتينيّات أيّام اليسار والنّاصريّة".