وهل يكفي ما أعلنه ​الجيش الإسرائيلي​، الأحد الماضي، عن "إنتهاء تبادل إطلاق النار مع ​حزب الله​"، على طول الحدود مع ​لبنان​، من دون وقوع إصابات في صفوفه؟.

وهل يمكن الاستكانة تاليا إلى ما قاله الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، للصحافيين، عن أن "الحدث التكتيكي بالقرب من أفيفيم، والذي تمثل في تبادل إطلاق النار، قد انتهى على الأرجح"؟...

أم أن التصريحات الإسرائيلية في هذا الشأن تبقى غشاوة على العيون، لتُخفي ما يتماشى مع تصعيد تبادر به حركة "حماس"، لجر لبنان إلى حرب هو في غنى عنها؟...

وإذا كان الأمر كذلك، فإن "حماس" تستغل "ضعف لُبنان"، للاستفادة منه في تحقيق أجندتها السياسية!...

وما يزيد من احتمال التصعيد، ما يُشاع، عن أن "حزب الله" كان يعلم بتفاصيل التصعيد. وحجة القائلين بذلك، أن "العمليات العسكرية انتهت بين حماس وإسرائيل بالتعادل والاكتفاء بإطلاق الصواريخ، والرسائل الإقليمية والدولية، أي ببقاء لبنان ساحة ومنصّة، كما كانت الحال في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، من خلال (فتح لاند) إلى (حماس والجهاد الإسلامي لاند)، ومن خلال دعم من (حزب الله)"، بحسب أصحاب هذه النظرية...

التشويش على ​إيران​؟

وفي المُقابِل، ثمة مَن يعتقد أن "ما حصل يندرج في إطار عناوين عدة، أولها التشويش على الاتفاق الإيراني"... ذلك أن مرحلة التّسويات الآتية إِلى المنطقة، مِن بوابة "اتفاق بكين" وسواه... تقتضي إسكات المدافع وإرساء استقرار واسع في الإقليم...

اليونيفيل​ والخطر الشديد

وما يعزز فرضية التصعيد، ما كشفته الـ "يونيفيل" لـ "سبوتنيك" عن الوضع على الحدود اللُبنانيّة – الإِسرائيلية، إذ وصفته بأنه "الخطِر للغاية"...

الدور اللبناني

ووسط كل هذه المعطيات، يبقى على لبنان، ومن مصلحته، أن يضبط حدوده، بالكامل... ولكن الإدارة الحكومية الرشيدة للأزمات الطارئة، لا تقف عند حُدود الشكوى الديبلوماسية على أبواب ​الأمم المتحدة​. ولا تكتفي أيضا بإعلان "الطاعة الكاملة" لمُندرجات القرارات الدولية ذات الصلة... فالمطلوب الآن، إنما هو المبادرة بتحمل المسؤولية، عن كل ما يُجرى على الساحة اللبنانية، مِن تحقيق لأجندات مشبوهة تُفيد الخارج، وتضر بلبنان، وبمصلحة بَينه وأمنهم واقتصادهم... لا بل وتلحق الأذى تاليا بوضع الشعب المذري إلى أبعد الحدود!...

اللبنانيون الغلابى؟...

هكذا يقف اللبنانيون، وهم يراقبون ما يُجرى حولهم، ولا وزر لهم ولا قوة، إلا في الصلوات في زمن الفصح المجيد والشهر الرمضاني الفضيل... وإلى جانب ذلك، لا يملك ​الشعب اللبناني​، - مع الأسف الشديد - سوى مناشدة حكومة تصريف الأعمال، أن تُظهر ولو لمرة واحدة، مسؤوليتها في ضبط الأمور على أرضها، وأن تمنع "الزعران" مِن جر البلاد والعباد إلى حرب، يُعرف كيف تبدأ ولكن لا يُعرَف كيف يمكن أن تنتهي!.

مواجهات مستمرة...

وفي الانتظار، تبقى المواجهات مستمرة بين فلسطينيين و"القوات الإسرائيلية"، وبخاصة بالقرب مِن نابلس، الضفة الغربية، مسجلة إصابات عدد كبير فلسطينيا بحالات اختناق جراء الغاز السام المسيل للدموع، لحظة تحرير هذه المقالة!.