أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، "أنّنا نجدّد إيماننا بأنّ المسيح الرب حاضر بيننا ومعنا ومن أجلنا، وبخاصّة في هذه الظّروف الصّعبة الّتي نعيشها على صعيد دولتنا اللبنانية الآخذة بالانهيار، وعلى صعيد شعبنا الّذي يفتقر أكثر فأكثر، ويضطرّ إلى هجرة الوطن نحو أوطان تحترم الإنسان وحقوقه؛ وذلك احترام مفقود على أرضنا".

وأوضح، في عظة قدّاس الأحد، في كنيسة السيدة في الصّرح البطريركي في بكركي، أنّ "كلّ ذلك بسبب سوء الحوكمة من جماعة سياسيّة فاسدة وهدّامة وفاشلة، من دون أيّ وخز ضمير أخلاقي أو وطني".

وأشار البطريرك الرّاعي، إلى أنّ "الأسبوع الماضي، اجتمعت في قبرص الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة السّبع، رعاة وكهنة ورهبانًا وراهبات ومدنيّين، والمسؤولون عن مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان ومؤسّسات اجتماعيّة غير حكوميّة أوروبيّة وأميركيّة، بمناسبة مرور عشر سنوات على الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة".

وركّز على أنّ "هذا الإرشاد يدعو المسيحيّين إلى رمي شبكة إنجيل المسيح في محيطهم، وإلى الشّهادة لمحبّته في كلّ نشاطاتهم الرّوحيّة والزّمنيّة، لا سيّما على مستوى الثّقافة والخدمة الاجتماعيّة والاقتصاد والسّياسة وإدارة الشأن العام"، مبيّنًا أنّ "بذلك، يسهم مسيحيّو العالم العربي في تحقيق "الربيع العربي" الحقيقي المنشود في أوطانهم". ولفت إلى أنّ "هذا الإرشاد الرّسولي عمل نبوي، لأنّه يأتي في وقت تبحث فيه شعوب العالم العربي عن هويّته وسبل العيش معًا، والتّرقّي بالشّخص البشري والمجتمع، عبر إصلاحات سياسيّة لازمة في أنظمة بلدانهم".

كما توجّه بالتّحيّة إلى "كلّ المسيحيّين في لبنان وسواه، على إسهامهم البناء في مختلف الميادين، إذ يجمعون بين مشاريع الإنماء على أنواعها وبين الأخلاقيّة والشّفافيّة في الأداء. فإنّنا نقدّر ابتكاراتهم وتضحياتهم وخدمتهم للخير العام. وبذلك، يعوضون عن إهمال المسؤولين السّياسيّين، بل وعن عجزهم وتعطيلهم لمقدرات الدّولة".