أشار راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر، خلال احتفاله بالقدّاس الإلهي لمناسبة عيد القدّيسة إميلي دو رودا، في مدرسة العائلة المقدّسة في الفنار، الى أنه "عندما يدخل المرء إلى هذا الصرح التربويّ يشعر بالمحبّة المترافقة مع التضحية، محبّة الراهبات لهذه المؤسّسة ولطلّابها وطالباتها وللهيئتين التعليميّة والإداريّة، ومحبّة الإداريّين والأساتذة والمعلّمين للتلامذة وللراهبات، ومحبّة القدامى لمدرستهم التي تنشأوا فيها على الصعد كافّة ووفائهم لها، ومحبّة التلامذة لبعضهم البعض وللإدارة والأساتذة".

وأمل عبدالساتر، أن "تنتقل عدوى المحبّة الموجودة في هذا المكان إلى الوطن كلّه فيتغيّر وضع بلدنا إلى الأفضل"، مؤكداً أن "لا محبّة من دون تضحية، والتضحية في هذه المؤسّسة التربوية كبيرة، كي تستمرّ وكي يحظى أولادنا بالعلم والقيم الإنسانيّة والمسيحيّة فيكونوا مميّزين ومؤثّرين في المجتمع في المستقبل، ويحقّقوا التغيير الذي يحوّل عالمنا إلى عالم أفضل".

وشدد على أن "المدرسة الكاثوليكيّة ستسمرّ في لبنان، ليس لأنّ المسؤولين السياسيّين يهتمّون بالمدارس أو بالتربية، بل بفضل أهلها وطالباتها وطلّابها أوّلًا، وبفضل الهيئة التعليميّة فيها، وسهر إداراتها على تأمين الموارد ومقوّمات الاستمرار، ومساهمة بعض المرجعيّات في الخارج من أصحاب القلوب المُحبّة والسخيّة التي تؤمن بحقّ كلّ فرد بالتعلّم والمعرفة".

وأضاف "كانت القدّيسة إميلي متّكلة دومًا على العناية الإلهيّة، ونحن اللبنانيّين واللبنانيّات، إذا اكتفينا بالضروري في هذه المرحلة العصيبة لن نحتاج أحدًا، ولكنّنا إذا أردنا ما هو أكثر من الضروري فسنقع في العوز".