تقسم منطقة عمل قوات "​اليونيفيل​" في الجنوب إلى قطاعين: غربي بقيادة جنرال إيطالي وشرقي بقيادة جنرال اسباني، حيث تتواجد قاعدة اسبانية في سهل بلاط في مرجعيون.

الكتيبة الاسبانية، قدّمت منذ إنتشارها بعد عدوان تموز في العام 2006، 12 جندياً وضابطاً، في عمليّة السلام وتطبيق ​القرار 1701​، منهم 6 قضوا في العام 2007 في تفجير عبوة ناسفة بآليتهم في سهل الدردارة في الخيام.

الكتيبة المذكورة هي بقيادة الجنرال مالكور مارين الفيرا، الذي يتولى الامرة على 3500 جندي وضابط، ينتشرون من بليدا صعوداً حتى مرجعيون وامتدادا إلى حاصبيا، مروراً ببلدات ميس الجبل، حولا ومركبا، ومن ضمن الكتائب المنضوية تحت امرة الفيرا: الاندونيسية، الهندية، السلفادور، اليابان، الصربية، البرازيلية والنيبالية وغيرها.

يتركز عمل هذه الكتيبة، فضلاً عن نزع الألغام والقنابل العنقودية وتطبيق القرار 1701 وتسيير دوريات مع الجيش الللبناني، العمل في قطاعات صحية وتربوية وإنمائية، من خلال دعم البلديات الجنوبية بالطاقة الشمسية وتعبيد الطرقات وإقامة جدران دعم بتمويل من وزارة الدفاع الاسبانيّة. وهي تعتبر الثانية، بعد الكتيبة الايطالية، في تقديم الخدمات للبلديات والمدارس والنشاطات الثقافية والرياضية، يليهما في المرتبة الثالثة الكتيبة الكورية، التي تتمركز في محيط مدينة صور وتقدم الخدمات ضمن انتشارها.

في هذا السياق، يشير مصدر بلدي جنوبي، عبر "النشرة"، إلى أنّ الكتيبة الاسبانية دعمت البلديات في مشروع الانارة على الطاقة الشمسية، وتدريب 7 مراكز للدفاع المدني على مكافحة الحرائق والكوارث الطبيعيّة. ويلفت إلى أنها عملت وما تزال على ازالة الالغام والقنابل العنقودية الاسرائيلية والقذائف غير المنفجرة، إلى جانب الكتائب التي تعمل معها، وهي: السلفادورية، الصربية، البرازيلية. وهي شاركت في حملات التوعية حول مخاطر الالغام، التي أطلقها المكتب الوطني للأعمال المتعلقة بالالغام، وأعطت ارشادات للطلاب في مدرسة بلاط.

ويوضح المصدر أن الكتيبة قدمت دعماً رياضياً للمدارس والملاعب الرياضية، فضلاً عن مساعدة البلديات بمستوعبات للنفايات، بالإضافة إلى محطات تكرير الصرف الصحي وتعبيد طرقات، وفي حملات نظافة وافتتاح مضخّات مياه، وانخرطت في تعلّم العادات والتقاليد الجنوبية، لا سيما التطريز خصوصاً أن في عدادها جنديات اسبانيات، كما أن للكتيبة نشاطات تساهم في تفعيل الدورة والعجلة الاقتصادية في المنطقة والنهضة العمرانية، فضلاً عن الاهتمام بالبيئة والطبابة وتعلم اللغة العربية.

ويلفت المصدر نفسه إلى أن الكتيبة تقدم العون والخدمات للسكان، في نطاق انتشارها، في جو من الالفة والمحبة والعيش المشترك، حيث افتتحت مشروعاً ممولاً من اسبانيا، في مركز مرجعيون الصحي، يتضمن: بناء غرفتين، إصلاح المكتب، إصلاح السقف، طلاء الجدران، وضع مكيفات الهواء وغيرها من الإصلاحات الطفيفة، ووصلت تكلفة المشروع الإجمالية إلى 13500 دولار أميركي.

تجدر الإشارة إلى أنه في وقت سابق كان قائد القطاع الشرقي السابق في "اليونيفيل" قد افتتح، إلى جانب رئيس بلدية إبل االسقي سميح البقاعي، "ساحة إسبانيا" في البلدة، بحضور أعضاء المجلس البلدي وممثلين عن ​الجيش اللبناني​ والقوى الأمنية وسلطات محليّة، وأهدت البلدة هذه الساحة إلى الكتيبة الإسبانية، كعربون تقدير لمساهمتها في عملية السلام والإستقرار في لبنان.