عقدت اللجنة الموسعة لخميس الجسد الإلهي اجتماعاً في مطرانية سيدة النجاة برئاسة سيادة المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، تحضيراً للإحتفال بالذكرى 198 للأعجوبة الإلهية التي انقذت مدينة زحلة من وباء الطاعون، وشارك في الإجتماع ممثلون عن ابرشيات زحلة، بلدية زحلة المعلقة وتعنايل، الأخويات، المدارس الخاصة، الحركات الكشفية، حركات الشبيبة، الصليب الأحمر، الدفاع المدني، جمعية تجار زحلة وعدد من الكهنة.

استهل الإجتماع بالصلاة ومن ثم كلمة لسيادة المطران ابراهيم عن خميس الجسد فقال: "سنة اضافية نعمة من الرب، نعمة الهية. كل سنة اضافية هي نعمة زائدة لهذا الموسم المقدس في مدينة هي ايضاً مقدسة. في كندا كنت اقول هذه اراضٍ مقدسة لأنه لم يعد هناك مفهوم انه يوجد فقط ارض واحدة مقدسة مع سر الإفخارستيا والخبز السماوي الذي يتناوله المؤمنون في كل انحاء العالم، فإذاً يسوع داس كل الأرض، لذلك احياناً كثيرة في القداس نقول "هذه المدينة المقدسة المزروعة بيد الله في هذه المنطقة او في هذا الوطن".

وأشار الى ان "زحلة وخميس الجسد كما تعرفون جميعاً تؤمان بمعنى انه لم نعد نفهم زحلة او نراها دون خميس الجسد، وخميس الجسد يأخذ نكهة خاصة في مدينة فيها تنوع لكن فيها اتحاد على ان هذا النهار هو عيد الجميع في هذه المدينة. والسنة نحب ان يكون خميس الجسد على مستوى التحديات التي يعيشها الوطن كلّه، وهذا يعني انه علينا ان نبذل جهداً اضافياً لكي يكون خميس الجسد جامعاً وان يكون هناك بنوع خاص حضوراً مميزاً للشباب والصغار لأن خميس الجسد صار إرثاً ومسؤولية الجميع ولا يجوز ان يتوقف. اذا رأينا ان خميس الجسد أصبح لعمر معين وما فوق فهذا يعني انه بعملية حسابية بسيطة تدل انه بعد سنوات معينة يختفي العيد، او شبه يختفي، لذلك المدارس وحضور الطلاب والشباب الصغار والكشاف وكل النشاطات التي تعنى بالأطفال والأحداث يجب ان يكونوا مشاركين بشكل فعّال في خميس الجسد لكي نخلق الذاكرة لا ان نحيي فقط الذكرى. يجب ان نخلق ذاكرة جديدة نربّيها ونبنيها في عقول اولادنا وشبابنا لكي نضمن الإستمرارية لأنه ليس مهماً ان يبني الإنسان كنيسة او بازيليك او كاتدرائية وليس لديه خطة ان يملأها، لماذا يبنيها؟ وانا عشت هذه التجربة المرة والمخيفة التي تخلق قلقاً عندما بنينا كاتدرائية في مونتريال كانت معظم كنائس المدينة معروضة للبيع!. مشينا عكس السير وقلنا انه علينا ان نبني الذاكرة ونبني الإيمان لدى الصغار واصبح لدينا حركة ميداد في مونتريال تضم 500 طفل".

وتابع سيادته "لا يكفي ان نقوم بحركة معينة او نحافظ على ارث معين دون ان نبذل جهداً مستداماً لكي يستمر هذا النشاط. السنة الماضية كان هناك حضوراً مميزاً للصغار من بعض المدارس، نتمنى هذه السنة ان يكون هناك حضوراً شاملاً اكثر لكل المدارس وان يكون هناك تمثيلاً لائقاً بكل مدرسة في خميس الجسد. اذا اردنا ان يكون خميس الجسد حيوياً، ناشطاً وعلامة فارقة وشهادة حيّة بعد 20 او 30 سنة،علينا ان نفعل ما قد سبق وذكرت، غير ذلك لا يوجد طريقة لإنقاذ هذا الإحتفال الذي اصبح ختماً على جبين مدينة زحلة. نحن لدينا وعوداً الهية نؤمن بها لذلك لا شيء يخيفنا، حتى لو واجهنا التحديات يمكننا اننواحهها كناس خائفة او كناس مليئة بالرجاء والأمل. لدينا التخوف اقلّه من ناحيتي أنا أن يأتي الوقت ولا يعود خميس الجسد هذه العلامة الفارقة للمدينة وللمسيحين في المنطقة، لكن اوجه هذا الأمر بإيمان ورجاء وأمل ولا نترك الخوف يتسلل الى قلوبنا، بالعكس نخلق استراتيجيات جديدة ونتحرك بحسب الدعوة المدعوين لها بالتعاطي مع هذا الشأن ومع كل شأن يمكن ان نقلق عليه. الوعود الإلهية في الكتاب المقدس لا حد لها، ربنا هو اله الوعد والعهد، نحن لا نسير وحدنا، نسير على ضوء الوعود الإلهية في حياتنا واذا كان الله وعدنا انه معنا فهذا يعني انه لا يوجد احد علينا لذلك نرتل في مدة الصوم المبارك "ان الله معنا فاعلموا ايها الأمم وانهزموا"، واليوم نحن نعيش في الزمن الخمسيني، الوعد الذي وعدنا به يسوع المسيح "لن أدعكم يتامى، اني آتٍ اليكم " ، وهذا القول ممكن ان يكون شعار خميس الجسد لهذا العام، او بكلام بطرس نجيب على قلق الرب بخصوصنا، كما نحن لدينا قلق هو لديه قلق، وسألنا من خلال بطرس "يا سمعان ابن يونا أتحبني؟" وبطرس كان جوابه ثلاث مرات " نعم يا رب أنت تعلم كل شيء، انت تعرف أني أحبك"، وممكنان يكون الشعار هذه السنة "انت تعرف يا رب اننا نحبك" ، نحن أمام خيارين لنختار بينهما خلال اجتماعنا".

وتخلل الإجتماع البحث في تنظيم احتفال خميس الجسد الإلهي لهذا العام من النواحي التنظيمية، الروحية، اللوجستية، الإعلامية وغيرها وجرى تشكيل لجان لتنسيق العمل، كما جرى استعراض لبرنامج خميس الجسد من مواعيد القداديس وسير المواكب والتحضير لمسيرة مشاعل في الليلة التي تسبق الإحتفال بالعيد، وقد طرح الحضور مواضيع مهمة لإنجاح الإحتفال.

وستقوم اللجنة الإعلامية بتوزيع بوستر العيد مع الشعار وبرنامج الإحتفال في وقت قريب لكي يتسنى للجميع المشاركة في عيد أعياد زحلة.