كرّمت جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا (AUL) ​وزير الثقافة​ المصري السابق حلمي النمنم وقدّمت له شهادة الدكتوراه الفخرية في الفلسفة تقديراً لعطائه في إغناء الفكر التنويري وانتاجه المعرفي والثقافي.

في هذا الاطار، اعتبر سفير لبنان السابق في مصر، ​خالد زيادة​، أن "هذا التكريم هو بمثابة إشارة رمزية تعبّر عن التواصل المستمر بين المثقفين المصريين و​اللبنانيين​ منذ عصر النهضة في القرن التاسع عشر"، لافتا الى ان "النمنم ينتمي الى تراث النهضة الليبرالي، هذه النهضة التي شارك فيها لبنان من خلال العشرات من اللبنانيين الذين انتقلوا من بلدهم الى مصر وأسهموا في إثراء الحياة الثقافية من خلال عملهم في الصحافة، وتأسيس بعض الصحف".

بدورها أشارت رئيسة جامعة اللاعنف وحقوق الانسان في لبنان الدكتورة الهام كلاب، الى إنكم "بيننا اليوم في المسار التاريخي العريق لتلاقي مصر بلبنان منذ حضارات ما قبل التاريخ، منذ أن كانت فينيقيا على الشاطىء اللبناني موقع تلاقي حضارة مصر بحضارات الشرق وموقع تفاعلها وعدا تبادل التأثير الفني والهدايا وخشب الأرز".

ورأى رئيس ​الجامعة​، مطانيوس الحلبي، أن "النمنم لم يؤمن بحياد الثقافة، فربطها بحاجة المجتمع وخصوصياته. عاين الذات العربية بمنظار ثقافي فوجدها تلهث باحثة عن جذورها ومداها الانساني، وجدها تعيش تمزقاً كيانياً وتلملم أشلاء هويتها بدلاً من أن تتحلى بالدينامية. ووجدها راقدة على فراش الزمن حالمة بالحرية فأيقظها وأطلقها قوة حيّة متحركة".

وذكر أن "الثقافة عند النمنم هي موضوع تاريخي وفعل ايمان وحلم بفضاء انساني يعبق بأريج القيم والأخلاق، وهي تحتاج الى الحداثة والتجديد والدفاع عن الخصوصية الثقافية، لذلك أدرك ان أمتنا تتهدد اليوم في مكوناتها التاريخية والنفسية، والتخلّف والقصور في التخطيط والسياسات الإنمائية".

من جهته، عبّر النمنم عن "امتنانه لهذا الصرح الأكاديمي الذي يحترم الثقافة ويعمل على تعزيزها في ​المجتمع اللبناني​". ولفت الى أن "العروبة السياسية فشلت، وإن آلية التفكك سريعة في مجتمعنا بينما البناء فصعب جداً؛ لكن العروبة الثقافية لم تفشل من المتنبي الى ابن خلدون فجرجي زيدان وروز اليوسف". وأكد "أهمية التكامل والتواصل الثقافي بين لبنان ومصر، وبأنه لا يقيم وزناً للتكريم إن أتى من دولة أوروبية أو أميركية وانما كان سعيداً جداً بأن ينال هذا التكريم من لبنان".