اعتبر رئيس ​تكتل بعلبك الهرمل​، النائب ​حسين الحاج حسن​، أن "الملف الأساسي في لبنان الشاغل للناس هو ملف رئاسة الجمهورية، ونحن في لبنان نمر في أزمة كبيرة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية والأمنية، ومفتاح الحل لهذه الأزمات هو ​انتخاب رئيس الجمهورية​، لأنه بعد انتخاب الرئيس تتوالى الخطوات، منها تشكيل حكومة وبدء المعالجات لكل هذه الأزمات التي يمر بها البلد".

وأشار خلال لقاء سياسي في بلدة العلاق، الى ان "من جهتنا نحن في الثنائي الوطني أيدنا ودعمنا مرشحا طبيعيا اسمه ​سليمان فرنجية​، لما يتمتع به من خصال شخصية وسياسية وإمكانية وصوله إلى الرئاسة، اما الفرقاء الآخرون حتى الآن ليس لديهم إلا ​سياسة​ التعطيل السلبي، وهم يقولون ويعترفون بذلك. ولأن الانتخاب يحتاج إلى نصاب الثلثين لانعقاد جلستي الانتخاب في الدورتين الأولى والثانية، ونصاب الثلثين لانتخاب الرئيس في الدورة الأولى، والنصف زائد واحد في الدورة الثانية، ولأن المجلس الحالي يتكون من عدد كبير من الكتل، ولا تؤمن أي كتلة أو أي تحالف أكثرية موصوفة، سواء لجهة النصاب أو الانتخاب، فلا سبيل ولا طريق للوصول إلى الانتخاب إلا بالحوار واللقاء والنقاش والتفاهم. للاسف حتى الآن الفريق الآخر يعلن رفضه لأي نقاش أو حوار أو تفاهم، ورفضه للمرشح الذي دعمناه، ولا يعلن مرشحا، يعني الفريق الآخر حتى الآن يتعاطى بسلبية كبيرة، وهو يتحمل المسؤولية عن إطالة أمد الأزمة، وعن المزيد من المعاناة للبنانيين".

ولفت إلى أن "الملف الثاني الذي زاد تفاعله في الأيام الماضية هو ملف النزوح السوري إلى لبنان، نحن ليس لدينا أي موقف سلبي من أي نازح سوري أو لاجئ فلسطيني على أرض لبنان، هم أشقاؤنا وضيوفنا. وعندما نتحدث نحن كـ"حزب الله" أو كثنائي وطني لا نتحدث عن هذا الملف من موقع عنصري أو سلبي، ولكن هناك نقطتان أساسيتان في هذا الملف، النقطة الأولى سياسية ومنشأها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية والمنظمات الدولية التي تعمل في هذا الاطار، وهناك عدة مواقف ومؤشرات ومعلومات اتضح من خلالها ان هناك من يسعى إلى إبقاء النازحين السوريين في لبنان لأطول فترة ممكنة لغايات واهداف سياسية، بل هناك معلومات عن محاولات غربية لإدماج النازحين في المجتمع اللبناني. السوريون ليسوا ظالمين بل هم مظلومون، واللبنانيون ليسوا ظالمين بل هم مظلومون، والظالم هو المشروع الأميركي في المنطقة، ولا يجوز لنا جميعا كسوريين ولبنانيين أن نحول ردات فعلنا باتجاه بعضنا البعض، بل علينا جميعا أن نكون في مواجهة مشروع الفتنة الذي لم تتحقق أهدافه بالحرب والدمار والحصار، فلو استمر الحقن والشحن بين اللبنانيين والسوريين كما جرى خلال الأسابيع الماضية، هذا يؤدي إلى فتنة وشرخ لا نريده ولا نقبل به. نحن والشعب السوري أشقاء، لقد استضاف الشعب السوري اللبنانيين في حرب تموز، واستضفناهم نتيجة الحرب في سوريا، لكن لا السوريون يريدون التوطين والاندماج في لبنان، ولا اللبنانيون يريدون هذا الأمر، ويجب ان نعالج هذا الملف بحكمة ومسؤولية بين القيادتين اللبنانية والسورية".

وأكد أن "هناك تبعات اقتصادية للنزوح السوري إلى لبنان تقدر بعشرات مليارات الدولارات، ولم تقف أي دولة من الدول الكبرى بشكل جدي مع لبنان لمساندته في تحمل التبعات والتداعيات الاقتصادية للنزوح السوري الى لبنان".

في هذا الاطار، ذكر أن "الاميركيين والاسرائيليين كانوا قبل أشهر ينفخون في بوق الفتنة الطائفية والمذهبية بين دول وشعوب المنطقة، والتحريض كان في أوجه، وخصوصا تحريض دول الخليج على إيران، والتحريض أيضا ضد سوريا، تقوده أميركا وإسرائيل. الذي حصل خلال الأسابيع الماضية وعلى أكثر من مستوى أن هناك اتفاقا سعوديا إيرانيا برعاية صينية، وبمساعدة عراقية وعمانية وروسية آثاره بدأت تظهر على الأرض من خلال عدة مسارات دبلوماسية وقنصلية واقتصادية وإعلامية. وهناك مسار آخر بدأ هو مسار سعودي سوري، وزيارات متبادلة لوزراء الخارجية، مع إمكانية زيارة رؤساء، وهناك مسار إيراني روسي تركي سوري لمعالجة الملف من جهة العلاقات التركية السورية، وإن كان في هذا الملف تعقيدات أكثر ويحتاج إلى وقت أطول، لكن مسار المناخ الإيجابي في المنطقه يتفاعل، وهذا التفاعل هو لصالح أهل المنطقة وكل شعوب ودول المنطقة. وبالتأكيد هذا المسار الإيجابي ضرب في الصميم كل مشاريع الفتنة التي كانت تروج لها أميركا وإسرائيل، ونحن ننظر إلى هذه التطورات بعين الإيجابية، ونأمل أن تستمر وأن تعم نتائجها المنطقة بكاملها، ومنها لبنان واليمن وسوريا والعراق وكل المنطقة".

وتابع: "الحدث الآخر الذي حصل بهذا الاتجاه هو زيارة الرئيس الايراني إلى سوريا، لما لهذه الزيارة من دلالات كبيرة أولها المزيد من ترسيخ التحالف بين سوريا وإيران، وتوسيع آفاقه ليزيد من المساحة التطبيقية لهذا التحالف بالاقتصاد والشؤون الدفاعية والامنية وتبادل الخبرات. ومن الواضح تماما أن هذا المسار الاقليمي الايجابي أزعج الأميركيين الذين لا يستطيعون العيش إلا على الفتن والدماء".

ووجه والعزاء للمقاومة الفلسطينية "بشهادة الشيخ خضر عدنان. وهناك ثلاث نقاط في فلسطين لابد من الاشارة إليها هي: الضعف الذي بلغه الكيان الصهيوني الغاصب المؤقت والزائل، وتصريحات قادة العدو تتحدث عن تآكل قوة الردع وفقد الثقة، الخلافات الكبيرة والعميقة داخل كيان العدو، الاهتزازات السياسية والأمنية والاقتصادية. والنقطه الثانية القلق الذي يشوب الاسرائيليين حول المستقبل والمصير، فهم لديهم عقدة الثمانين سنة، لانه تاريخيا لم تعش دولة الصهاينة أكثر من 80 عاما، وهم يعيشون الآن هذا القلق، وبالمقابل النقطة الثالثة صلابة وقوة ​المقاومة​ في فلسطين وتصاعدها، سواء في الضفة أو بالقطاع أو في بأراضي 48 رغم كل الحصار".