اتصل بـ"النشرة" مواطن لبناني أعلن لنا عن اسمه، لكنّه تمنّى علينا ألا نذكر إلا الأحرف الأولى منه (أ. ع)، شارحًا لنا قصة تجديد جواز سفره اللبناني، خصوصًا بعد قرار التوقف عن أخذ المواعيد عبر منصة الأمن العام، الذي أَمل به اللبناني خيرًا أن أزمة جوازات السفر قد حُلّت.

المواطن اللبناني (أ. ع) يقطن في منطقة متنية ساحلية، لكنه من بلدة جزينية، ففضّل وبناء على نصحية "مجرب" أن يقصد مقر الأمن العام في جزين لأن "الضغط" أقل بكثير من بيروت أو الجديدة. فقرّر الذهاب إلى جزين من بيروت حتى لو سيتكبد حوالي ثلاثة ملايين ليرة ثمن الوقود بالإضافة إلى التوقف عن عمله يومًا بكامله.

قصد (أ. ع) جزين فجرًا للحصول على رقم للدخول إلى مقر الأمن العام لإجراء المعاملة. فكان رقمه 23 ... انتظر "دوره"، فكانت المفاجأة أن مركز الأمن العام في جزين يستقبل 15 معاملة جواز سفر في اليوم فقط.

العودة إلى بيروت للعودة الى جزين في اليوم التالي ستكون مكلفة أيضًا، فقرر البقاء في منزله الصيفي غير المجهّز للسكن فيه في مثل هذه الأيام من فصل الربيع. أخذ القرار وبات ليلته في الضيعة، ليتسنى له الوصول إلى مركز الأمن العام في جزين في الثالثة فجرًا للحصول على رقم جديد لا يتخطى الرقم 15... وصل فجرًا ووجد مواطنين مثله باتوا ليلتهم في سياراتهم للحصول على "دور" لهم لإنجاز معاملتهم.

نجح (أ. ع) في تقديم معاملته وعاد إلى بيروت، على أن يعود شخصيًا إلى جزين لإستلام جواز سفره.. والقصة ذاتها، سيغيب عن عمله وسيتكبد مصاريف الإنتقال.

وسألنا (أ. ع) أن ننشر قصته وتكون برسم المدير العام بالإنابة العميد الياس البيسري، عله يجد حلًا لمعاناة جديدة يتحملها اللبناني رغمًا عنه.

وختم قائلًا: على الرغم من إضاعة يومين لتقديم المعاملة وسأهدر يومًا لاستلام جواز سفري من مركز جزين، إلا أن الضابط المسؤول في المركز والعناصر معه يقومون بواجبهم على أكمل وجه وبكل إحترام...

ونحن مع (أ. ع) نسأل الا يمكن لهذه القضية أن تنتهي من أجل التخفيف عن معاناة اللبنانيين اليومية؟