ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن "الزعيم الماروني المقرب من الرئيس السوري بشار الأسد، في قلب الصيغة التي اختبرتها باريس لحل الأزمة في بلد الأرز، حيث ظل منصب رئيس الدولة شاغرا منذ سبعة أشهر. وفي السباق على الرئاسة اللبنانية، يتم تقديم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بيروت كمرشح فرنسا، وهو ما تنفيه الخارجية الفرنسية".

ولفتت الصحيفة الفرنسية الى ان "الزعيم المسيحي الماروني هو في قلب الصيغة التي يجري اختبارها حاليا من قبل الدبلوماسيين الفرنسيين، لإخراج لبنان من المأزق بعد سبعة أشهر من الشغور في رأس الدولة. ولم يظهر حتى الآن توافق في الآراء بين الأحزاب في البرلمان غير المهتمة بعواقب هذا الفراغ المؤسسي".

وأوضحت الصحيفة أن سليمان فرنجية هو أولا وقبل كل شيء مرشح التحالف الشيعي، حركة أمل وحزب الله. ومع ذلك، فإنه يحافظ على علاقات ودية مع الخليج والولايات المتحدة. وبالنظر إلى أن فرصه قد تعززت بسبب التقارب المستمر بين المملكة العربية السعودية وسوريا، فإن الزعيم البالغ من العمر 57 عاما يستشهد أيضا بعلاقته الوثيقة مع الأسد، وهو صديق طفولته.

وتابعت الصحيفة التوضيح أنه ظهرت المبادرة الفرنسية بعد الاجتماع في باريس في السادس من شباط بين الولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر حول خارطة طريق رئاسية. وبحسب دبلوماسي فرنسي، فقد "اختار إيمانويل ماكرون أحد الخيارات التي طُرحت على الطاولة". وتألفت من "تذكرة" بين سليمان فرنجية في رئاسة الجمهورية، ونواف سلام القاضي في محكمة العدل الدولية، والسفير اللبناني السابق لدى الأمم المتحدة في الحكومة.

ويقال إن اختيار هذه الشخصية الإصلاحية حظي بدعم الرياض، الأمر الذي يشترط إعادة استثمارها في بلاد الأرز لتنفيذ الإصلاحات، ولا سيما المالية. و"إذا كان رئيس الوزراء إصلاحي، فأنت بحاجة إلى رئيس يوازن بين القوى السياسية ويستعيد ثقة المجتمع الدولي. فرنجية هو الوزن الثقيل التاريخي الوحيد في المعسكر المسيحي"، يتابع دبلوماسي فرنسي آخر. ويلاحظ قصر الإليزيه أنه من غير الممكن "العمل ضد النظام" والقوى السياسية التقليدية. يجب أن يكون الرئيس قادراً على التفاوض مع حزب الله، الحزب الأول في البرلمان، ورئيس المجلس، نبيه بري، ليؤيدوا الإصلاحات الضرورية لاستعادة لبنان.

واكد دبلوماسي فرنسي أن "محمد بن سلمان قال نعم لماكرون من أجل فرنجية". ومع ذلك، فإن دعم الرياض لنواف سلام لم يعد واضحا كما كان من قبل. والسعوديون يكررون للأحزاب المسيحية أنهم لن يفرضوا إجراء عليهم.