أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أنه "في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في تركيا يوم الأحد، بدا أن هناك أسباباً وجيهة للاعتقاد بأن الناخبين كانوا على وشك إدارة ظهورهم للنزعة القومية الاستبدادية لرجب طيب أردوغان"، لافتة إلى أن "أردوغان نجح في طريقة توليه للسلطات الرئاسية شبه الملكية في عام 2018 في توحيد معارضة منقسمة على الدوام ضده".

وفي حين أوضحت أنه "تبين للأسف أن هذا التفاؤل كان في غير محله"، مشيرة إلى أن أردوغان هو الذي كاد أن يفوز في الجولة الأولى، لفتت إلى أنه من المقرر أن يفوز التحالف الذي يقوده حزب "العدالة والتنمية" بأغلبية مفاجئة في الجمعية الوطنية الكبرى، معتبرة أن هذه النتيجة ستؤدي إلى إحباط محاولات المعارضة لإعادة الديمقراطية البرلمانية إلى تركيا، بغض النظر عن نتيجة جولة الإعادة الرئاسية في غضون أسبوعين.

ورأت "الغارديان" أن خمس سنوات أخرى من حكم أردوغان ستكون تطوراً غير مرحب به للغاية بالنسبة الى أوروبا والولايات المتحدة، لا سيما قبل فترة حاسمة في أوكرانيا. كما أنه سيتسبب في خيبة أمل مريرة وسيكون نذير شؤم بالنسبة لأولئك الذين من المحتمل أن يعانون من مزيد من التآكل لحقوقهم المدنية في ديمقراطية أردوغان غير الليبرالية بشكل متزايد.

واعتبرت أنه في حال نجا أردوغان من التحدي الديمقراطي الأكثر تضافراً وتوحيداً ضد سلطته حتى الآن، فإن تركيا ستندفع بشكل أكبر نحو الاستبداد الكامل، مشيرة إلى أن مهمة تحالف كيليجدار أوغلو صعبة للغاية مع انحياز وسائل الإعلام بأغلبية ساحقة لصالح أردوغان، موضحة أن المعارضة ستحتاج إلى شق طريقها بين الناخبين الوطنيين الأقل ثراءً خارج المدن للنجاح، والذين يبدو أنهم تأثروا بإجراءات ما قبل الانتخابات للتخفيف من الأزمة الناجمة عن ارتفاع مستوى التضخم.

وبينما لفتت إلى أنه على الرغم من الألم الاقتصادي الناجم عن التضخم الخارج عن السيطرة، أقنع أردوغان الطبقة العاملة المتدينة المحافظة بأنه لا يزال أفضل قائد لحماية مصالحهم، رأت أنه ما لم يتمكن كيليجدار أوغلو من إقناع عدد كاف منهم بخلاف ذلك، فإن التوقعات على المدى المتوسط للديمقراطية التركية تبدو قاتمة.