أصدر مؤتمر الفن المسيحي بين المعاصرة والتقليد في دير سيدة ألبير في جل الديب بقنايا، بيانًا ختاميًا تضمن عدة توصيات وخلاصة للندوات التي أقيمت، حيث لفت إلى أنّ "المؤتمر يعد مناسبة مميزة تجمعت فيها افكار وأبحاث الفنانين والفنانات، والمثقفين والمهتمين بالفن المسيحي، لمناقشة واستكشاف أعمق جوانبه وتحدياته في عصرنا المعاصر"، مشيرًا إلى أنّه "أثبت هذا المؤتمر أهمية الفن المسيحي كمصدر للتأمل والإلهام، وكوسيلة للتواصل الروحي والتعبير عن الإيمان والتقديس وتحفيز الحوار المسكوني".

وأشار المؤتمر الذي أقيم بدعوة من المعهد الفني الانطوني الدكوانة ونقابة الايقونوغرافيين في لبنان، وبرعاية البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّه "تم تسليط الضوء على توازن التقليد والابتكار في الفن المسيحي، حيث تم استكشاف تطوراته وتجديده في سياق العصر الحديث، دون التخلي عن قيم ومبادئ الفن المسيحي الأصيلة".

كما شكلت الندوات والمحاضرات وورش العمل في هذا المؤتمر، منصة هامة لتبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين، حيث تم التشديد على "تعزيز التعاون والتواصل، حيث ينبغي أن نشجع التعاون والتواصل بين الفنانين والمثقفين والمؤسسات الفنية المسيحية. كما يمكن للتبادلات والتعاون أن يسهما في تطوير الفن المسيحي ونشره بين الجماعات المختلفة".

ومن توصيات المؤتمر، "تعزيز التعليم والتدريب: ينبغي أن نستثمر في التعليم والتدريب في مجال الفن المسيحي، بما في ذلك الليتورجيا والموسيقى وكتابة الايقونات. كما يجب توفير الفرص التعليمية للفنانين الشباب وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم الفنية والروحية"، و"دعم الإبداع والتجريب، إذ ينبغي أن ندعم الإبداع والتجريب في الفن المسيحي"، و"يجب أن نتيح الفرص للفنانين لاستكشاف أفكار جديدة وتطبيق تقنيات مبتكرة في إبداعاتهم، مع الحفاظ على الجودة والتميز".

وتم التشديد على "ابعاد الفنون عن الخطاب الديني والسياسي والاكتفاء بالخطاب الفني"، كما تمت مناقشة قضايا هامة مثل دور الفن المسيحي في الليتورجيا والتأثير الروحي للموسيقى الدينية، وتم التركيز على أهمية الابتكار والتجديد في تقديم الفن المسيحي للجماعة، مع المحافظة على روحانيته وأصالته.

وحث المعنيون الجميع على "التحلي بالتسامح والاحترام المتبادل فيما يتعلق بالفن المسيحي، مع الاستمرار في إبراز التنوع الفني والثقافي والديني"، كما طالبوا "الدولة اللبنانية والمعنين بتأمين الفرص لمحبي الفن على انواعه وتأمين المستلزمات الضرورية لهم ونطالب وزارة الثقافة اللبنانية"، داعين إلى "انشاء متحف وطني شامل دائم للايقونات والفنون الجميلة كسائر الدول الحاضنة للتراث الثقافي".