تحدثت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن حضور الرئيس السوري بشار الأسد أول قمة له في الجامعة الدول العربية منذ 13 عاما، وسط تصادم في الرؤى بين الغرب ودول الخليج بشأن إعادة تأهيله بعد أكثر من عقد من الحرب ضد شعبه.

وأشارت إلى أن خطوة التي هندستها السعودية والإمارات العربية المتحدة وأدت بالفعل إلى اعتراضات في واشنطن ولندن، لافتة إلى أن الإمارات العربية المتحدة تحدت الغرب عن عمد من خلال دعوة الأسد رسميا لحضور مؤتمر الأمم المتحدة كوب 28 (COP28) لتغير المناخ في دبي في كانون الثاني، والذي سيكون أول قمة عالمية له منذ بداية الحرب.

واعتبرت أن دعوة الأسد تطرح معضلة أمام السياسيين الغربيين، من أمثال جون كيري وريشي سوناك، والذين إذا حضروا سيجدون أنفسهم في نفس الغرفة مع رجل لا يزال خاضعا للعقوبات الدولية بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية وجرائم الحرب والقتل خارج نطاق القضاء. ولا يوجد ما يشير إلى أن الإمارات استشارت الدبلوماسيين الغربيين قبل توجيه الدعوة، بحسب المقال.

ولفتت إلى أن السعودية أيدت عودة الأسد إلى الجامعة العربية المكونة من 22 دولة، على الرغم من أن بعض الدول الأعضاء، وخاصة قطر والكويت، لديها مخاوف. ويعزي ذلك إلى أن الرياض تجادل بأن على العالم العربي أن يقبل بشكل عملي أن الأسد قد نجا من الحرب الأهلية السورية، وأن أفضل طريقة للتأثير على عواقب انتصاره هي من خلال سياسة التعامل مع دمشق التي ستؤتي ثمارها بمرور الوقت، بما في ذلك عن طريق الحد من تأثير إيران، أكبر داعم عسكري للأسد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الحالي لا توجد مؤشرات تشير إلى أن الأسد مستعد لتقديم تنازلات مقابل الاعتراف به، ويصر على أن سوريا لن تقبل عودة اللاجئين إلا بعد أن تقدم دول الخليج أموالا لإعادة إعمار البلاد، لافتة إلى أن "الغضب بدا واضحا في الغرب من هذه الخطوة، فقد أكدت المبعوثة البريطانية الخاصة الجديدة بشأن سوريا، أن بريطانيا لن تدعم التطبيع بدون تغيير كبير في السلوك". وسارع تحالف الكونغرس من الحزبين في الولايات المتحدة إلى تقديم مشروع قانون لضمان وقوف إدارة بايدن بحزم ضد الأسد، حتى لو تطلب ذلك خرقا للعلاقات والتعاون مع دول الخليج".

ورأت أنه "إذا ما أقر الكونغرس هذا القانون، فإنه سيضغط لتتم محاسبة نظام الأسد على جرائم القتل الجماعي وجرائم الحرب الأخرى بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، ويدعم عودة اللاجئين والنازحين، ويمنع انتصارا جيوستراتيجيا للأسد وبوتين وإيران وأذرعها كحزب الله".