كشفت مصادر متابع لـ"النشرة"، أن استقبال السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، للسفير البابوي لدى لبنان المونسنيور باولو بورجيا، يكتسب أهمية سياسية ورئاسية، في ظل حراك فاتيكاني يسير بموازاة الحراك الّذي يحصل على الخط الرئاسي. وكان لافتًا أن جهود الكرسي الرسولي ومواقفه تتفق مع الموقف السعودي، حيث يشدد الفريقان على أهمية الحفاظ على الصيغة اللبنانية وحماية "اتفاق الطائف" واحترام مبدأ المناصفة.

ويعتبر الكرسي الرسولي أن روحية هذا الاتفاق هي النموذج الذي ينبغي تعميمه، لانه يرتكز على مبدأ للتعايش بين المسلمين والمسيحيين والشراكة والمناصفة. ويؤيّد هذه الرؤية الشيخ بهاء الحريري، والتي كان يتبنّاها والده الشهيد رفيق الحريري، الذي يروّج لضرورة اتفاق الطائف ويعتبره رمزا للتعايش في لبنان. كما يعتبر الحريري الابن هذا المشروع جزءًا من فكره ونهجه السياسي بهدف الحفاظ على السلم الأهلي والعيش المشترك.

وقد كانت الدعوة الملفتة التي أطلقها راعي أبرشية دير الأحمر وبعلبك المطران حنا رحمة، للشيخ بهاء، لقيادة الشارع السني في لبنان، احد المرتكزات المهمّة الّتي يطلقها احد المطارنة الموارنة في لبنان، واعتبار الأول أن الحديث الذي يدور مع الحريري هو دائماً في صالح البلد، ويظهر عمق علاقة الحريري بالكنيسة. كما يؤكد الموقف الصادر عن مسؤول "مسيحي" بارز مثل المطران رحمة، أن مشروع الحريري هو وطني ويتجاوز الطوائف.

ولفتت المصادر الى ان حراك بهاء الحريري في قبرص واللقاء الّذي جمعه ورئيس أساقفة أبرشية قبرص المارونية المطران سليم صفير في مدينة لارنكا القبرصية، يعزز منطق التمسّك باتفاق الطائف الّذي تمنى له التوفيق في مشروعه المتعلق بالتمسك بالاتفاق المذكور، وأكد أن لبنان هو بلد يجمع بين الحضارات والأديان، ويجمع بين أكبر حضارتين إسلامية ومسيحية بشكل خاص. وهذا يجعله بلدًا رساليًا للتعايش والتفاهم بين أبنائه.

وخلصت المصادر المطّلعة على حركة الابن الاكبر للحريري، أنه مصمم على مواصلة السعي الحثيث لتحقيق مشروعه، الذي يستند إلى تنفيذ اتفاق الطائف والحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين.