أشارت صحيفة "الإندبدنت" البريطانية إلى أن بسط السجاد الأحمر للرئيس السوري بشار الأسد في قمة الجامعة العربية في جدة يفتح فصلا قاتما في المنطقة العربية، لافتة إلى أن "أن مئات الآلاف قتلوا والملايين شردوا بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري، ومع ذلك يستقبل بشار الأسد بالأحضان".

وأوضحت أنه "بعد عقد من الزمن تلاشت الوعود التي كان الربيع العربي يحملها، بمنح السلطة للقوى التي تخضع للمحاسبة والتخلص من الحكام الفاسدين، فقد عادت الأنظمة المستبدة إلى الحكم وعززت سيطرتها على زمام الأمور، موجهة رسالة واضحة مفادها بأنه لن يكون هناك تغيير وأن النظام السياسي مستمر مهما كان".

ورأت أن "أعجب ما في الأمر هو التضامن بين هذه الأنظمة واستعدادها لتناسي خلافاتها من أجل الحفاظ على مكانتها، فقد تخلت عن نزاعاتها البينية، وفضلت التعاون ضد جهود الإصلاح في المنطقة"، لافتة إلى أن "الأنظمة العربية تأمل أن ترهق النزاعات الشعوب ويثنيها القمع عن المطالبة بالتغيير، ولكن هذا لا يعني أن الربيع العربي ذهب هدرا".

واعتبرت أن "الأنظمة المستبدة انتصرت في معركة الربيع العربي، لكنها كانت تجربة سياسية لجيل من الشباب لمس فيها هشاشة هذه الأنظمة القمعية"، مشيرة إلى أن "على قوى التغيير أن تتجمع مرة أخرى وتبحث عن وسائل ومنهجية مختلفة لمواصلة الصراع".