أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، أن "أولى مهام الأديان هداية الإنسان وحفظ كرامة وحقوقه، فالدين الذي يضع حواجز بين الناس عنصرية لا يقر بها الإسلام الذي يدعو الى الانفتاح والتعاون على البر والصلاح، ولا خلاف بين المسلمين والمسيحيين ولا سيما أن المسيحية جزء من عقيدتنا الإسلامية وتاريخنا".

ولفت الخطيب، خلال لقائه سفيرة كندا في لبنان شانتال تشاستيناي، الى أننا "لا نميّز بين مواطن وآخر لأننا نعتبرهم اخوة وشركاء في الوطن، فأساس المشكلة في لبنان يكمن في تركيبة الدولة على أساس طائفي مما عطّل واجبات الدولة عن القيام بمسؤولياتها تجاه مواطنيها، وأفضل مساعدة تُقدّم للبنان هي المساهمة في دعم الغاء الطائفية السياسية وبناء دولة المواطنة".

ورأى أن "تخلي الدولة عن حماية الجنوب من العدوان والاحتلال الإسرائيلي دفع الجنوبيين الى حمل السلاح للدفاع عن أرضهم وحفظ سيادة وطنهم"، مؤكداً أن "الكيان الإسرائيلي مسؤول عن تشريد الفلسطينيين و تعريض امن واستقرار لبنان والمنطقة للخطر بفعل عدوانه المستمر دون تحرك دولي للجمه".

وفي سياق منفصل، التقى الخطيب رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين الشيخ غازي حنينة ورئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله على رأس وفد ضم: الشيخ حسين غبريس، الشيخ ماهر مزهر، الشيخ زهير الجعيد، الشيخ إبراهيم بريدي، الشيخ مصطفى ملص، والشيخ علي خازم، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الدينية والوطنية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وشدد الخطيب، على أن "الطائفية السياسية هي بلاء لبنان التي نشأت على مفهوم حماية الأقلية في ظل الهيمنة والاستحواذ الأجنبي"، داعياً اللبنانيين الى "التعاون والتمسك بالوحدة الوطنية في مواجهة الفتنة التي تغذيها قوى داخلية مرتبطة بالنظام الطائفي وأخرى خارجية تسعى لاسقاط البلد اقتصادياً ومادياً لإخضاعه لإرادة المشروع الصهيوني الغربي".

ورأى أن "الغاء الطائفية السياسية ضرورة وطنية لإصلاح النظام السياسي مما يستدعي استكمال تطبيق بنود اتفاق الطائف للخروج من النظام الطائفي المسؤول عن معظم أزمات ومشاكل لبنان"، داعياً الى طتعميم ثقافة المواطنة على مساحة الوطن لتكون نقطة انطلاق لتصحيح المسار السياسي في الخروج من النظام الطائفي".

ولفت الى "ضرورة بناء نظام المواطنة الذي يقوم على احترام الحقوق والواجبات و يحقق الاستقرار للوطن ويحفظ حقوق المواطنين والطوائف في لبنان"، داعياً اللبنانيين الى "التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية التي تصون المجتمع وتحفظ الوطن".

بدوره، أشار حنينة، الى أننا "قدّمنا للخطيب التهاني والتبريك بذكرى تحرير جنوب لبنان، هذا الجنوب الحبيب الغالي على قلوبنا وعلى قلب كل غيور على لبنان، هذا التحرير الذي حصل من خلال الثلاثية الذهبية، جيش وشعب ومقاومة، هذه المقاومة المدعومة بخيار الشعب اللبناني وبشرفاء الشعب اللبناني وبدعم الجيش اللبناني أنجزت هذا التحرير وطردت العدو الصهيوني".

وأكّد أن "هذا الواقع الذي يعيشه المواطن اللبناني وبالتالي الشعب اللبناني منذ أربع سنوات والذي أوصل اللبنانيين الى حالة صعبة جداً وخاصة في مجالي الصحة والتعليم حيث يموت العديد من اللبنانيين على أبواب المستشفيات يومياً ، وأيضاً القطاع التعليمي الذي تعرض لأسوء ما يمكن أن يتعرض له الطلاب على كل المستويات، والتي لم يحز منها أبناؤنا اللبنانيون سوى 30% من التعليم في هذا العام و أعني بهم قطاع التعليم الرسمي".