أقامت "الجمعيّة اللّبنانيّة للدّراسات والتّدريب" حفل تسليم 3 شاحنات نقل نفايات، بتمويل من السّفارة اليابانيّة، إلى ثلاث بلديات منضوية في اتحاد بلديات بعلبك، هي: يونين، حوش تل صفية، ومجدلون؛ الّتي ستتشارك مع بلدية حوش بردى في خدمات نقل النّفايات بالسّيارة عينها.

في هذا الإطار، أشاد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، بـ"تفاعل اليابان مع المنطقة، فهذه ليست أوّل زيارة لسفير ياباني إلى محافظة بعلبك الهرمل، وكان للسّفراء المتعاقبين زيارات عدّة، ونشكر دولة اليابان على كلّ ما تقدّمه للبنان، ولبعلبك الهرمل بشكل خاص"، مذكّرًا بأنّ "قبل أشهر، كنّا في دير الأحمر مع السّفير الياباني السّابق بخصوص معمل فرز للنفايات مموّلًا من سفارة اليابان، ووجود السّفير معنا اليوم هو دليل استمراريّة العطاءات الّتي تقدّمها اليابان".

وشدّد على أنّ "مدخول البلديّات حاليًّا على سعر صرف 1500 ليرة، وهناك تأخير كبير في دفع مستحقّاتها، وهي تواجه تحدّيات كبيرة، وقلّة الإمكانيّات تجعل البلديّات عاجزة عن القيام بالكثير من الخدمات المطلوبة منها. وأهمّ مشكلتين نعاني منهما على مستوى كلّ بلدات المحافظة، هما الصّرف الصحّي وجمع ومعالجة النفّايات، وللأسف وصلنا إلى وقت أصبح فيه تمكّن البلديّة من جمع نفاياتها يُعتبر إنجازًا".

ورأى خضر أنّ "هذا الانهيار المالي الّذي يصيب القطاع العام والبلديّات، يحتّم تعاون المجتمع المحلّي بشكل أفضل مع البلديّات. فمن خلال خبرتي وتجربتي، أنا مكلّف بتسع بلديات أرى أنّ هناك صعوبة كبيرة بجباية الحدّ الأدنى من الضّرائب والرّسوم، فلو كانت هناك مبادرة إلى دفع كل وحدة سكنيّة دولارًا واحدًا بالشّهر لتأمين كلفة جمع ونقل النّفايات في البلدة، ووصلنا في بعض البلدات إلى طرح فكرة دفع 50 ألف ليرة بالشّهر أي ما يوازي نصف دولار، لكنّنا لم نجد تجاوبًا من الناس، فالكثير من المواطنين ينفقون آلاف الدّولارات على أنور غير أساسيّة؛ ولكنّهم يمتنعون عن التّعاون والمساهمة بأيّ مبلغ لخدمة بلدتهم ومجتمعهم".

وأكّد ضرورة "التّواصل على مستوى المسؤولين مع بعضنا. حان الوقت لتحقيق تواصل فعّال أكثر مع الأهالي، وأعتقد أنّ جمعيّة الدّراسات بما لديها من حيثيّة، وهي جمعيّة رائدة بمبادراتها وخدماتها، يمكنها القيام بهذا الدّور، ونشر الوعي حول موضوع وطني يتعلق بجدوى التعاون بين المجتمع الأهلي والبلديات، في كلّ ما له علاقة بالتّنمية المحليّة، لأنّ البلديّة الّتي ليس لديها إمكانات ستعجز عن جمع النّفايات، وبالتّالي هذا الأمر يعرّض السّلامة العامّة للمخاطر". وركّز على "ضرورة تفعيل معملي فرز النفايات في بعلبك ودير الأحمر، ليعمل كلّ منهما بالطاقة القصوى الّتي صمّم على أساسها".

من جهته، ذكر سفير اليابان في لبنان ماغوشي ماسايوكي، أنّ "إدارة النّفايات البلديّة باتت تكتسب أهميّةً كبيرةً في جميع أنحاء لبنان، بسبب الزّيادة في توليد النّفايات نتيجةً للنّمو السّكاني المستمرّ، وسط محدوديّة الموارد والنّقص في السّياسات والآليّات الّتي تنظّم القطاع. في الواقع، من الواضح أنّ التّخلّص العشوائي من النّفايات له آثار ضارّة، وأحيانًا لا رجعة فيها على البيئة والصحة العامة".

وأشار إلى أن "حكومة اليابان ساهمت في إيجاد حلول مستدامة وفعالة لإدارة النفايات في لبنان، فاليابان تؤمن بشدة بضرورة التعامل مع التحديات المحلية في هذا القطاع على وجه السرعة، لذا قررت دعم هذا المشروع الحيوي لتنمية قدرات البلديات المستهدفة في جمع النفايات استعدادا لإعادة تدويرها".

وأضاف: "هذا المشروع خطوة مهمة نحو تعزيز ممارسات إدارة النفايات، ولا تستطيع السلطات المحلية وحدها الوصول إلى هذا الهدف، وجهود الناس وأفعالهم أساسية لاستمرار نجاح هذه المبادرة. لذلك أشجع اليوم السكان المعنيين على المشاركة بفعالية، من خلال تعديل سلوكهم في إدارة النفايات، مما سيساهم بشكل كبير في الحفاظ على التغييرات الإيجابية التي تم إحداثها في هذا المجال". وأكّد أنّ "اليابان ستستمر في دعم لبنان وشعبه، من خلال المشاريع التي تهدف إلى دفع عجلة التنمية والإزدهار في القطاعات الأكثر حيوية في البلاد".