يَتسابق ملفا رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان على اولوية الاحداث، إذ لا يقل احدهما اهمية عن الآخر، فانتخاب رئيس يعني بداية حل الازمة وانتهاء ولاية الحاكم تخفي مصيرا مجهولا لِحقبة تحتاج الى عرّافين لفك طلاسمها، بينما أوضح مصدر سياسي رفيع لصحيفة "الجمهورية"، أنّ "العد العكسي للملفّين المرتبطين بشكل وثيق بعضهما مع بعض قد بدأ، فمرحلة الشهرين دقيقة وخطيرة ولا شيء محسوماً على الاطلاق.

وكشف المصدر انّ "القوى السياسية الأساسية تبحث في سيناريوهات محتملة، من دون ان تتّضح امامها الصورة، وهذا يعود اساساً الى الانقسام الحاصل وغياب الحوار وانكفاء الناظم الخارجي عن المشهد"، كما يخشى المصدر من انه "في حال انتهاء ولاية الحاكم ولم يستطع مجلس النواب انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ المرحلة ستصعب، خصوصاً ان سلامة يمسك بمفاتيح الخزانة ولم ولن يسلّم نسخة عنها لأحد حتى تحوّل الى ساحر المركزي بشبكته وشبكاته".

وعلى صعيد الملف الرئاسي، أكّد المصدر أنّ "استعدادات الثنائي الشيعي وحلفائه لجلسة انتخاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية قائمة، لكن الصورة لم تتضح بالنسبة الى الفريق الآخر الذي لم يتفق بعد على مرشح آخر، والتوقعات تتراوح بين تشكيل جبهة لطرح مرشح منافس، وهذا غير موجود حتى الان، او تأمين نصاب الـ86 من جانب القوات اللبنانية او التيار الوطني الحر او الحزب التقدمي الاشتراكي في الدورتين الاولى والثانية لجلسة الانتخاب، وعندها يفوز فرنجية حتمًا.

واشار المصدر الى انّ "الاكيد المُسَلّم به بين كل الجهات السياسية هو ان لا جلسة تحدّ لأحد ولا رئيس تحد ضد اي فريق، وان رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعو الى جلسة الانتخاب اذا كانت الظروف ملائمة والنصاب مؤمن للانتخاب".

وفد قطري إلى لبنان..

وبالشأن الرئاسي، كشفت صحيفة "الديار"، أنّه "على خط المبادرات التي تقوم بها بعض الدول العربية حيال لبنان، افيد بأنّ الوفد القطري الذي ارجأ زياراته الى بيروت قبل فترة، سيعود خلال الايام القليلة المقبلة لإستكمال مبادرته، على ان يلتقي عدداً من الكتل النيابية خصوصاً المعارضة منها، في إطار المساعي لتوحيد صفوفها، والاتفاق على إسم موحّد لرئاسة الجمهورية، وكما بات معلوماً سوف تدعم الدوحة وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون الى بعبدا".

الوساطة الفرنسية لن تدوم طويلًا

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "اللواء"، أنّ "الفرنسيين أبلغوا "من يفهم الامر"، بأن الوساطة الفرنسية بشأن انتخاب رئيس للجمهورية لن تدوم طويلاً، وأن باريس ربما بصدد الاعلان عن موقف سلبي قبل منتصف حزيران المقبل، ما لم يكن هناك من خرق جوهري وبناء في جدار هذه الازمة".

وأكّدت مصادر "اللواء" "أنّنا بتنا في سباق مع الوقت وأن مطلع الشهر المقبل سيعج بالاتصالات والمشاورات داخلياً وخارجياً بغية إزاحة ما تبقى من عقبات من طريق مَنْ سترسو عليه التسوية ليكون رئيساً للبنان".

ووفق معلومات الصحيفة، فإنّه "سيجري التركيز على تحديد موقف نهائي للنواب الذين يصنفون انفسهم خارج سرب هذا الفريق او ذاك، علّ ذلك يؤدي الى فتح كوة في الجدار الرئاسي يمكن من خلاله حمل بعض الجهات على اعادة النظر في مواقفهم، خصوصاً وان القوى التي تعارض وصول سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة ما تزال عاجزة عن الاتفاق على مرشح منافس، وان العقبة الاساسية في ذلك هي ادراك هؤلاء بأن النائب جبران باسيل ربما يجنح في اي وقت باتجاه الضفة الاخرى، بينما بالنسبة لموقف رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط، فإن المعارضة لا تعوّل عليه كثيراً على اعتبار ان جنبلاط لن يترك حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو عندما يرى الظرف المناسب سيعلن ذلك صراحة، كما حصل في محطات سابقة، اما هذا المشهد فإنه ووفق مختلف المعطيات والمعلومات لم يعد من مجال لانتخاب رئيس الا على طريق تسوية تؤدي الى انجاز الاستحقاق الرئاسي إما بالرضى لدى فريق من اللبنانيين، وإما بالإكراه لدى فريق آخر.".