لا شكّ أن جوّ التوافق الذي يخيّم على منطقة الشرق الأوسط برمتها سيرخي بظلاله على لبنان من نواحي عدّة، أولها الناحية الإقتصاديّة عبر تنشيط موسم السياحة الذي ينتظر المعنيون أن يكون واعداً هذا العام ليس فقط قدوم السواح أو المغتربين بل عودة الخليجيين الى لبنان هذا الصيف.

حتى الساعة لا يوجد أيّ رقم دقيق عن تلك العودة، ولكن الرهان أن يتعدى الموسم الحالي، الذي يمتد من منتصف حزيران وحتى أواخر أيلول المليون ونصف المليون شخص سيحضرون الى البلد في هذه الفترة. هذا ما يؤكده نقيب أصحاب مكاتب السفر جان عبود، الذي يلفت عبر "النشرة" الى أن "السنة الماضية قدم الى لبنان مليون و300 الف شخص، حوالي 38% من تلك الاعداد كانت من السواح"، مؤكدا أن "هذا العام يتوقّع أن يزداد العدد وتحديدا من العرب الخليجيين نظرا لوجود تفاهمات في المنطقة وهذا الامر سيعيد هؤلاء الى لبنان".

"هناك 95 طائرة قادمة حتى الساعة في الصيف"، وفي هذا الاطار يشير عبود الى أن "نسبة الملاءة فيها تصل الى 90% ويتوقع أن تطبقعلى 100% في فصل الصيف، هؤلاء يشكلون بحدود 15 الف راكب في اليوم الواحد حتى الان".

بدوره نائب رئيس نقابة المطاعم خالد نزهة يعتبر أن الموسم القادم سيكون واعداً جداً، خصوصا وأنه يترافق مع المعالجات التي تحصل على مستوى المنطقة العربية، وهذا الامر يدفع بالذين هاجروا قسراً من لبنان أن يعودوا اليه".

يشير نزهة الى أننا "بدأنا نلمس عودة للخليجيين الى بيروت، وكل ما يحصل يدل على أن الأزمة شارفت على نهايتها، لا سيّما وأن المؤسسات التي أقفلت عادت وفتحت أبوابها"، مؤكدا أن "مؤسسات جديدة فتحت أبوابها، كذلك أماكن السهر Rooftop تفتح وهناك محلات في وسط المدينة تفتح أبوابها من جديد"، مشدداً على أنه "سيكون لنا أسعار منافسة على مستوى المنطقة على صعيدالخدمة رُغم أن الكلفة التشغيلية المرتفعة هي الأعلى في المنطقة برمّتها، ونحن كقطاع نجحنا في المطابخ العالميّة وفي المطبخ اللبناني ونصدر Franchise الى الخارج".

عاش لبنان فترة نهوض سياحي في السنوات السابقة التي إمتدت حتى العام 2018. وتشير مصادر مطلعة الى أن "الفترة الذهبية كانت بين عامي 2009 و2010 حين أدخل الموسم السياحي الى لبنان ما بين 9.5 و10 مليار دولار سنوياً، بينما في العام 2022 وهو العام الذي يعد فيه البلد قد بدأ مرحلة التحسن فقد ادخل الموسم السياحي حوالي الـ5 مليار دولار، ويتوقّع أن يتراوح ما بين 6 الى 7 مليار دولار في العام 2023، وبالتالي نكون فإنّ مرحلة النهوض في لبنان من جديد تشق طريقها رغم الصعوبات".

في المحصّلة يترقب لبنان موسماً سياحياً واعداً ويتوقّع أن نشهد فيه لعودة السواح الخليجيين والعرب الذي غابوا عنه طيلة الفترة السابقة!. فهل ستفعل الدولارات فعلها في اعادة التوازن الى القطاع المالي ونشهد انخفاضًا بالأسعار، أم أن الطابور الخامس من السياسيين سيعمل على الشفط المقنّع كما يشفط الطبيب الاختصاصي الدهون من جسم المريض؟!.