ذكر وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا، أنّ "أوكرانيا وأفريقيا ترتبطان بعلاقات تاريخية عميقة. لقد شاركنا ودعمنا على الدوام تطلعات الأمم الأفريقية نحو الاستقلال والوحدة والتقدم. إن أوكرانيا، بصفتها عضوًا مؤسسًا لمنظمة الأمم المتحدة، دأبت على الدفاع عن مصالح الأمم الأفريقية وتعزيزها في إطار منظمة الأمم المتحدة".

ولفت، في كلمة له بمناسبة يوم أفريقيا واحتفالاً بالذكرى الـ60 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي)، إلى أنّه "التزمت أوكرانيا بالحفاظ على السلام في أفريقيا وساهمت مساهمة ملموسة في الجهود العالمية ذات الصلة. قام أكثر من 300 مواطن أوكراني من ذوي الخوذ الزرقاء، بأداء مهامهم في إطار أربع بعثات سلام للأمم المتحدة في أفريقيا".

واعتبر كوليبا، أنّه "لأكثر من عام، تخوض أوكرانيا حربًا دفاعية من أجل حريتها واستقلالها ضد الغزاة الروس. إنها ليست نزاعًا على الحدود، بل حرب و عدوان حيث تحاول روسيا فرض سيطرتها على أوكرانيا لأنها لا تعترف بحقنا في الوجود، كدولة ذات سيادة و حقنا في اختيار طريقنا للتنمية السلمية و الازدهار".

وأكّد "أننا نسمع دعوات للسلام من مختلف البلدان والقادة. نحن نؤيد الرغبة في السلام ونعتقد أن مثل هذه المناشدات يجب أن توجه بالدرجة الأولى نحو روسيا، باعتبارها الدولة التي بدأت هذه الحرب"، كما أشار إلى أنّه "لا توجد دولة أخرى في العالم تريد السلام أكثر من أوكرانيا. لكننا نعلم أن السلام الحقيقي يجب أن يكون عادلاً ومستدامًا. إننا منفتحون على مناقشة أي مبادرة سلام طالما أنها تحترم وتراعي مبدأين: ألا يتم اقتراح تنازلات عن الأراضي و ألا تؤدي أي المبادرة إلى تجميد الصراع بدلاً من السلام".

وكشف أنّه "لدى أوكرانيا خطة واضحة في هذا الصدد تسمّى صيغة السلام للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. هذه الحرب دائرة على الأراضي الأوكرانية، لذلك نعتبر أنه من الطبيعي أن تكون خطة السلام الأوكرانية في صميم جهود السلام. وندعو البلدان الأفريقية للانضمام إلى تنفيذ هذه الصيغة".

وأوضح كوليبا انّه "حتى في هذا الوقت العصيب مع استمرار الحرب، لا تدخر أوكرانيا جهدا للحفاظ على دورها كدولة ضامنة للأمن الغذائي لأفريقيا والعديد من المناطق الأخرى في العالم".

وذكر أنّه "على الرغم من الحصار البحري الذي فرضته روسيا على موانئنا البحرية، إلا أننا تمكنا من رفع حظر الصادرات الأوكرانية جزئيًا بمساعدة الأمم المتحدة وتركيا. لقد دافعنا بنشاط عن المبادرة من أجل التصدي للمحاولات الروسية لتعطيلها و إفشالها. التمديد الأخير للمبادرة كان بمثابة تنفس الصعداء لكل من مزارعينا وعملائنا في الخارج، بما في ذلك في أفريقيا، على حد سواء".

وكشف كوليبا، أنّ "في إطار هذه المبادرة تم بالفعل حتى الآن إرسال ما مجموعه 123 سفينة محملة بأكثر من ثلاثة ملايين طن من المنتجات الزراعية إلى دول أفريقية عديدة منها إثيوبيا وليبيا والمغرب ومصر وكينيا والسودان وتونس والصومال والجزائر".

وأشار إلى أنّه "لا تقتصر جهودنا على الصادرات، حيث أننا نقدم أيضا مساعدات إنسانية في إطار برنامج "الحبوب من أوكرانيا" الذي أطلقه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقد أرسلنا بالفعل 6 سفن تحمل على متنها 170 ألف طن من القمح إلى الصومال وكينيا وإثيوبيا واليمن ضمن هذا البرنامج. و الآن يجري إعداد المزيد من السفن لأنه لا ينبغي أن تعاني أي أسرة في أفريقيا بسبب حرب روسيا ضد أوكرانيا".