أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، أن "الجامعة العربية قادرة على إحداث فروقات سياسية واقتصادية في ظل التكتلات الدولية في حال تمكنت من الاستقلالية وتكاتف إرادات الدول الأعضاء"، معتبرا أن "أحداً لا يستطيع القول في المرحلة الحالية إن الأزمة السورية انطوت، فالتداعيات مستمرة وقائمة داخل وخارج سوريا، سواء فيما يتعلق بملايين السوريين الذين تركوا بلدهم، أو فيما يتعلق بالإرهاب وتجارة المخدرات، ومواضيع أخرى أفرزتها الأزمة السورية على مدى سنوات بسبب الصراع".

وفي حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية، اشار زكي الى "اننا نفتح علاقة جديدة بين الجامعة العربية وسوريا، ونحن في الجامعة العربية نعمل على مساعدة سوريا للخروج من المشكلات القائمة، ولكن لا بد أن نكون صريحين في تشخيصنا للأزمة السورية، لكن ينبغي أن نفهم كيف يمكن التعامل مع الأزمة السورية ومشكلاتها لتسوية كل هذه المشكلات".

وردا على سؤال، لفت زكي الى انه "كنا على مدى سنوات نتواصل مع المعارضة السورية، ونعرفهم عن قرب، وهناك منهم شخصيات وطنية وتريد حل الأزمة السورية، أما التعامل مع المعارضة فجامعة الدول العربية تتعامل مع كل الافرقاء، لكن في المرحلة الحالية ليس هناك تواصل، إلا أنه في المرحلة القادمة ستكون الرؤية أكثر وضوحاً".

وعن امكانية حصولحوار موازٍ مع أنقرة وطهران وموسكو حول سوريا، اوضح زكي انه "من المبكر الحديث عن هذه النقطة، لكن في حال ترتيب الأوراق السورية من الممكن أن نصل إلى نقطة الحوار الإقليمي حول سورية، هناك وقت كبير ضاع منذ عام 2011 وحتى هذه المرحلة، دون أن يكون للجامعة العربية الجهد الذي كان ينبغي أن يكون، ولا بد على الجامعة اليوم أن تساعد السوريين في الوصول إلى حل الأزمة، الهدف الآن هو تسوية الأزمة السورية بشكل نهائي".

وشدد زكي على ان "هناك إرادة عربية مختلفة عن الفترات السابقة، اليوم هناك إرادة عربية متزايدة لحل المشكلات القائمة عبر حلول عربية، هل هذا متاح أو ممكن؟ لعلنا نصل إلى هذه المرحلة في ظل التدخلات الدولية في العالم العربي".

ورأى زكي أن "المنطق العربي بدأ بالتغيير في التعاطي مع المعضلات العربية، وهناك إدراك متزايد بأن الدور العربي كان مفقوداً، ولا بد أن يبذلوا جهداً ليكون هناك دور عربي حقيقي"، معتبرا ان "حقيقة النقاشات حول السودان ليست سهلة والأزمة معقدة جداً، وتوحي أنها ستأخذ وقتاً طويلاً".

واكد "اننا نعمل الآن على محاولة مساعدة المدنيين السودانيين على العيش في أمان وتجنيبهم خطورة المعارك، خصوصاً في العاصمة الخرطوم، ورغم أن هذه المسألة ليست بسيطة بكل صراحة، إلا أن الجامعة العربية ستستمر في بذل كل الجهود لمساعدة الشعب السوداني".

واعتبر زكي أن "الجامعة العربية تحتاج إلى إرادة سياسية لتعاظم دورها، وهذا الأمر يحتاج إلى منحها إمكانات للعمل، والجامعة ليست أقل من الاتحاد الأفريقي وحتى الاتحاد الأوروبي، فهي قادرة أن تعمل بشكل أكثر تأثيراً في الملفات السياسية، إذا توفرت الإرادات والإمكانات، والأمين العام يعمل بشكل جاد وحيوي في كل الملفات، لكن هذا يحتاج إلى إرادة سياسية من الدول العربية، ولعل هذا ممكن في المرحلة القادمة، ونحن متفائلون في أن تكون الجامعة العربية أكثر حضوراً في حل أزمات العالم العربي".