أكّد رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان، أنطوان حبيب، أنّ "خطّة المصرف تمكين الشّباب اللّبناني من تملّك بيت أو ترميمه، ممّا يساعد على بقائهم في وطنهم"، مشيرًا إلى أنّ "من يستحقّ الحصول على القرض السّكني سيحصل عليه".

وأوضح في تصريح، أنّ "هناك نوعين من القروض الّتي يقدّمها مصرف الإسكان، الأوّل بالعملة اللّبنانيّة وتبلغ قيمته مليار ليرة، ونحن أطلقناه في حزيران 2022 عندما كان الدولار بعشرين ألف ليرة، بينما أصبح اليوم بمئة ألف؛ ولذلك لم يعد مطلوبًا"، مبيّنًا أنّ "النّوع الثّاني فبالدولار، إذ توصّلنا بعد اجتماعنا مع بعثة الصندوق العربي للتنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة في مكتب رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، وتداولنا معه في خصوص هذا القرض الّذي تمّ توقيعه منذ أربع سنوات، ولم يبصر النّور نظرًا إلى الظّروف".

ولفت حبيب إلى أنّه "كان لدينا اجتماع منذ شهر وتمّ تثبيت اتفاقيّة القرض الّذي من المفترَض أن يبصر النور، بعدما تأكّدت البعثة أنّ مصرف الإسكان لم يتخلّف يومًا عن دفع الفوائد والأصول المترتّبة عليه شهريًّا؛ في حين كانت الدولة اللبنانية مقصّرة في دفع الفوائد والأصول".

وذكر أنّ "بالنّسبة إلى بقيّة القروض، فهي كانت معفيّة من الصناديق العربية. ومن أجل ذلك، تمّ الاتّفاق على دفع الفوائد وجدولة المتأخّرات لسنة 2024، وهذا الأمر لا ينطبق علينا. لذلك، تمّ التّأكيد على القرض المتعلّق بنا، الّذي من المفترض أن يُدفع على ثلاث مراحل، على أساس أن يكون القرض بالدولار، بقيمة 40 ألف دولار لأصحاب الدخل المحدود و50 ألف دولار لأصحاب الدّخل المتوسّط".

وركّز على أنّ "هذا يساعد الشّباب اللّبناني، ويمنحهم القدرة على شراء بيت أو ترميمه، أو يمكّنهم من الحصول على طاقة شمسية في البلدات والقرى، وإذا كان في المدن لا مانع. وطبعًا، البيت يجب أن يكون تحت الـ150 مترًا، وذلك بحسب نظام المصرف".

كما فسّر حبيب أنّ "في نظام الصّناديق، إنّ القرض في حال لم يستخدم خلال أربع سنوات فهناك احتمال بإلغائه. الحمدلله، نجحنا في تثبيت القرض ولم يلغ مثل بعض القروض الأخرى، والأكيد أنّ هناك آلية من قبلنا حتى يعود إحياء القرض، وتم توقيعه من قبل الجسر ممثّلًا الدولة اللبنانية ورئيس الصندوق العربي".

وشدّد على أنّ "تنفيذ القرض يجب أن يوقع بين رئيس مجلس إدارة مصرف الاسكان وحاكم مصرف لبنان، والأمر الوحيد الذي تغير في القرض هو أن العملة ستكون بالدولار. وبدل أن يدفع مصرف لبنان 165 مليون دولار أي ما يعادل 50 مليون دينار كويتي بالليرة اللبنانية، سنوقع ملحقا للاتفاقية لكي تكون العملة بالدولار الأميركي. وعندها، يدفع هذا المبلغ في حسابنا "الفريش دولار"، الذي فتحناه في مصرف الاسكان، حسب التعميم 165 الصادر عن مصرف لبنان. وبعد أن تصل قيمة القرض من الصندوق العربي، يضعه في حسابنا، ومنه نعطي القروض الى الشعب اللبناني".

وتابع: "هناك مستندات رسمية من المفترض أن يحصل عليها المقترض، لا سيما الافادة العقارية التي تثبت ملكية العقار، وتُظهر من المشتري ومن البائع، إضافة الى إخراج قيد وسجل عدلي وإفادة نفي ملكية وإفادة من المساحة، وما الى ذلك من أوراق مطلوبة. لقد طوّرنا نظامًا لتمكين المقترض من تعبئة طلبه عبر الموقع الالكتروني الخاص، بدل أن يحضر الى المصرف ويوقع أوراقا وتتدخل الواسطات. هذا الأمر لم يعد موجودا، ومن يستأهل القرض سيحصل عليه".

وأكّد حبيب "أنّنا نسعى إلى تلافي التدخلات والواسطات والصعوبات التي يواجهها المقترضون للوصول الى مصرف الإسكان، فكل مواطن بات يستطيع من منزله أن يقدم طلبه من دون واسطة من أحد. ونطلب من الراغبين في الحصول على القروض، عدم طلب التدخل من المرجعيات السياسية أو أي كان، لأن الواسطة الوحيدة لدينا هي أن تكون الأوراق المطلوبة مكتملة".

وأفاد بـ"أنّنا لسنا وزارة إسكان ولا وزارة شؤون اجتماعية، بل نحن مؤسسة ذات طابع خاص، 80 بالمئة يمكلها القطاع الخاص المؤلف من مصارف لبنانية وجمعيات تأمين ورجال أعمال، و20 بالمئة للقطاع العام يمثله توفيق ناجي ممثلا وزير المالية وروني لحود ممثلا وزير الشؤون الاجتماعية، وهما لا يشاركان في انتخاب رئيس مجلس إدارة مصرف الاسكان ولا يؤمنان نصاب المجلس؛ بل لديهما الصلاحيات للمشاركة في كل مجالس الإدارة".

وأردف: "المؤسسة العامة للإسكان هي مؤسسة الدولة، ونحن دورنا مخصص لفئة معينة من أصحاب الدخل المحدود والمتوسط الراغبين في استملاك مسكن تحت الـ150 مترا. نحن لا نستطيع أن نغطي كل حاجات الشعب اللبناني، لأن هذا الأمر منوط بدور الدولة اللبنانية التي من المفترض أن تكون لديها ​سياسة​ إسكانية وأن تطبقها بواسطة أجهزتها".

إلى ذلك، ركّز حبيب على "أنّنا نستطيع أن نخدم قسما من الشعب اللبناني وفق الإمكانات المتاحة لنا، سواء بالصندوق العربي، أو من خلال بعض المؤسسات الأوروبية والأجنبية التي تعرض علينا التعاون لكي نستطيع إعطاء القروض للمستفيدين اللبنانين، وأحدها "USAD" التي ستعطينا دورا على الصعيد المهني والمساعدة الفنية، إضافة الى شركة "توتال إنرجي"، التي ستعطينا قرضا بالدولار. كما أننا على اتصال مع البنك الأوروبي للاستثمار، ولم نكتف بمساعدة الصندوق العربي لنا، بل فتحنا على صناديق ومؤسسات أوروبية لنرى إمكانية التعاون على صعيد إعطاء القروض أو المساعدة الفنية".

وعما إذا كان ما يتعرض له حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ينعكس على عمل مصرف الإسكان، أجاب حبيب: "بعد الاجتماع الذي عقد بين النائب العام التمييزي القاضي عماد قبلان وسلامة، يجعلنا نقول أن لا انعكاسات، إذ طلب قبلان أن يتحول ملف الحاكم من فرنسا الى لبنان لدراسته وإتخاذ الاجراءات القضائية، إذا كان هناك من إجراءات بهذا الخصوص. ما نراه أن لا تغيير في هذا الموضوع حتى ينعكس علينا".