دعا وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار إلى "المبادرة إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وتشكيل حكومة جديدة، بناء على مشروع إصلاحي، فالبلد والمجتمع الدولي ونحن جميعا ننتظر القيام بإصلاحات كي يستمر هذا البلد، وهذه الخطوات الدستوريه يجب أن تحصل ليعود انتظام عمل المؤسسات بشكل صحيح. أنا أؤمن باستمرارية الحكم، ساترك هذه الوزارة للوزير الذي سيأتي من بعدي، ومن المهم أننا في وزارة السياحة، وهي قطاع عام، شبكنا علاقة مع القطاع الخاص في العديد من المشاريع المستدامة".

وخلال توقيعه مذكرة تفاهم بين وزارة السياحة ومنظمة "إدارة وتسويق السياحة في منطقة دير الاحمر" ممثلة برئيسها، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر المحامي جان فخري، خلال احتفال أقيم للمناسبة في مركز "رابطة سيدات دير الأحمر"، في مستهل زيارته للمنطقة، لفت الى ان "​سياسة​ الاقتصاد الريعي التي كانت متبعة، والتي نراها تنتقل شيئا فشيئا نحو الاقتصاد المنتج، لم تكن لعقود من الزمن تلحظ الاهتمام المطلوب للمناطق الريفية والبعيدة عن العاصمة والساحل، ولكن هذه المناطق هي غنية بناسها الطيبين المحبين للأرض والمعروفين بكرمهم وكفاءاتهم واستضافتهم". وأردف: "أولادكم وأولادنا هم مستقبلنا لنستطيع البقاء في هذه الأرض، وأتوجه بالتهنئة إلى كل فريق مشروع DMO على ما أنجزه، ونحن أطلقنا منذ الشهر الأول في الوزارة اللا مركزية الادارية السياحية، وافتتحنا في لبنان 35 مكتبا في كل المناطق اللبنانية، وسيكون هناك تعاون بين وزارة السياحة وDMO في دير الأحمر. ونحن نؤمن بأن اللامركزية الإدارية الموسعة هي من صلب الإنماء، فالتركيز على مناطق معينة لا يتماشى مع التقدم الديموغرافي والعدالة الاجتماعية والإنماء المتوازن بين كل المناطق".

وأشار إلى أنه "على الصعيد الدولي، تمكنت وزارة السياحة من وضع لبنان على الخريطة السياحية العالمية، رغم الاوضاع المضطربة التي مر بها لبنان، خاصة مع بعض الدول العربية، وخلال مشاركتي في القمة العربية في جدة لمست حب الدول العربية للبنان، الكلمة الوحيدة التي سمعتها "حبوا بعضكم نحن نحبكم". كما تمكنا، بفضل علاقاتنا ومشاريعنا مع المجتمع الدولي، ربط لبنان بالخريطة السياحية الدولية الاوروبية. منذ سنة أصبح لبنان عضوا في مجلس أوروبا للمسارات الثقافية، رقم عضوية لبنان 35، ولكنه أول بلد غير أوروبي منتسب إلى المجلس، ولبنان جزء من الربط في هذه المسارات الاربعة: الطريق الفينيقي، طريق شجرة الزيتون، طريق النبيذ، والطريق الأموي، ويمر في دير الاحمر الطريق الروماني وطريق النبيذ، وصناعة النبيذ ناشطة في هذه المنطقة التي ستكون على مسار طريق النبيذ التابع لمجلس أوروبا".

وأعلن: "اتخذنا قرارا في جدة بافتتاح مركز إقليمي للمنظمة العربية للسياحة في بيروت، وهذا له معاني مهمة جدا، وهو من المشاريع المستدامة، وكذلك سيكون هناك مركز لوزارة السياحة في المنظمة العربية بمدينة جدة، وهذا شيء مهم ويساعد على التبادل السياحي. وفي 7 حزيران القادم سيكون هناك اجتماع للمنظمة العالمية للسياحة في الشرق الأوسط، ولبنان مرشح ليكون في الهيئه التنفيذية للمجلس، وهو مرشح لاستضافة اليوبيل الخمسين للمنظمة في لبنان سنه 2024".

ورأى نصار ان "المسؤولين الناشطين هم الذين يخلقون الفرص في أيام الشدة وليس عندما يكون هناك بحبوحة، وهذه المشاريع التي رأيناها اليوم في دير الأحمر ترفع الرأس، هذه المنطقة تبعد عن بيروت ساعة وربع فقط، نريد تشجيع السياحة الريفية والبيئية والتراثية والزراعية والدينية والترفيهية فيها". وشدد على أهمية بيوت الضيافة "في تنشيط السياحة، فالسائح الذي يزور المنطقة بحاجة إلى المبيت فيها، وتم تأسيس نقابة لبيوت الصيافة، وبعد أيبوعين سيتم انتخاب مجلسها التنفيذي ولقد حجزت دير الأحمر مقعدا لها في المجلس، ونسعى لإعطاء بيوت الضيافة الحوافز، والحصول لها على منح من الجهات الدولية". وأكد "خلال جولتنا اليوم سوف ندرج على الخارطة السياحية بعض المراكز الدينية والمطعمية وبيوت الضيافة".

وأكد أن "القطاع العام بحاجة إلى إصلاح، والإصلاح الإداري في الدولة اللبنانية هو أساس لبناء المؤسسات، فهناك الكثير من التوظيفات العشوائية في الإدارات العامة، وفي وزارة السياحة على سبيل المثال يوجد 200 موظف يعمل معي منهم 20 موظفا، أي أن 10 % من الموظفين يقومون بكل هذا العمل، وهناك 90 % يشكلون عبئا على الدولة. أنا لا أنادي بالتخلي عنهم، ولكن علينا إيجاد فرص عمل لهم، بالشراكة مع القطاع الخاص لكي ننهض ببلدنا من جديد".