أشارت صحيفة "التلغراف" البريطانية إلى أن أي ادعاءات قد تجول بخاطر الاتحاد الأوروبي بأنه لا يزال قوة عظمى لها مكانتها وتأثيرها في الشؤون العالمية تم الكشف عن عدم صحتها تماما من خلال إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا لتركيا.

ولفتت إلى أنه منذ وقت ليس ببعيد، كانت بروكسل تحاول إقناع تركيا لتصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي، موضحة أنه في الواقع، لا يزال يُنظر إلى البلاد رسميا على أنها مرشحة للانضمام، على الرغم من أن أنقرة بالكاد أحرزت أي تقدم في تنفيذ الإصلاحات المؤسسية اللازمة منذ عام 2004.

وفي حين ذكرت أنه وفقا لأردوغان، لا تزال تركيا تطمح بعضوية الاتحاد الأوروبي، رأت أنه بينما أردوغان موجود في السلطة، فإن فرص تركيا في الانضمام إلى الكتلة، هي تقريبا، نفس فرص روسيا في ظل حكم فلاديمير بوتين، معتبرة أن ما يجعل أردوغان منبوذا لا يقتصر على نهجه "الاستبدادي المتزايد"، خلال السنوات العشرين التي قضاها في السلطة، وفرض قيود صارمة على البرلمان والقضاء والصحافة، بل هو دعمه للعقيدة الإسلامية، التي ترفض تماما الحريات الليبرالية التي يتبناها الغرب.

ورأت أنه فوز أردوغان في الانتخابات يعني أن طموحات تركيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي لن تتحقق في المستقبل القريب، مما يجعل بروكسل تندم على ذلك اليوم الذي تصورت فيه أن عضوية تركيا في الكتلة اقتراح قابل للتطبيق، لافتة إلى أن إعادة انتخاب أردوغان لولاية أخرى مدتها خمس سنوات، وهي فترة من المرجح أن يوسع خلالها ميوله الاستبدادية على حساب المؤسسات الديمقراطية في البلاد، تمثل بالتأكيد تحديا كبيرا للاتحاد الأوروبي.